الشيوعي السوداني: المجزرة لن تمرّ!

إلى الإضراب الشامل

في أعقاب فض الاعتصام في الخرطوم يوم الاثنين الماضي، أصدر الحزب الشيوعي السوداني البيان التالي:

 التعازي الحارة لأسر شهداء 29 من رمضان ولجماهير شعبنا السوداني الحر الأبي.

الخزي والعار للمجلس العسكري الإنقاذي، القاتل، المرتزق، العميل، الذي لم ينفكّ بعد من الخضوع والانبطاح لإرادة دول معنية كل العناية بلعب دور المخرب للثورة السودانية خوفاً من أن تتمدد قيم الحرية إلى شعوبهم المحرومة من أبسط مقومات الحياة الحرة الأبية.

وحماية لنظامهم السابق ولدولة الجبهة الاسلامية العميقة التي تمكنت ولازالت تسيطر على كافة مؤسسات الدولة، بما فيها المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية القمعية.

فما مارسته مليشيات الجنجويد من قتل وسلح واغتصاب وجرائم يندى لها الجبين، ممارسات لا تشبه أخلاق وقيم الشعب السوداني، مارستها هذه القوات وعلى سنوات من قبل بعيداً عن أجهزة الإعلام والعالم. واليوم قد شهد العالم كله بشاعة مليشيات الإنقاذ مرتزقة دول الخليج وفرس رهانهم على تفتيت وزعزعة امن السودان وتمزيقه إلى دويلات، كما فعل هؤلاء الأوباش المستبدين بليبيا وسورية واليمن، وكما ألحقوا الهزيمة بثورة مصر العظيمة فقد أخطؤوا وهم يحاولون إعادة إنتاج التجربة دون وعي منهم مع من يلعبون، فالشعب السوداني شعب واعي، شعب تجارب متراكمة، شعب فداء واستبسال من قبل ان يعرف رعاة الصحراء أبجديات ساس يسوس.

فاليوم قوى الحرية والتغيير عليها أن تتحمل مسؤوليتها، ليس بوقف التفاوض مع المجلس العسكري أو تصعيد الفعل الثوري إلى أقصى درجاته بما في ذلك الإضراب العام فحسب، بل برفع شعار التطهير تطهير المؤسسات العسكرية من المليشيات الساقطة المأجورة، فحميدتي يجب أن تطوله العدالة عن كل الجرائم التي ارتكبها بحق الوطن وإنسانه، وعن مصادر الرزق التي يتلقى منها الأموال ليقوم بدعم مؤسسات الدولة كما يجب أن يلاحق عميل المملكة والإمارات عن حقيقة سيطرته التامة على ذهب جبل عامر؟

على قوى الحرية والتغيير أن تطالب وأن تصر على طرد مليشيات الدعم السريع من العاصمة القومية ومن كافة المدن السودانية، بكافة الوسائل المشروعة التي تنص عليها القوانين الدولية.

قوى الحرية والتغيير مسؤولة عن ربط المنظمات الدولية العدلية والانسانية عن ما يحدث بالسودان من مجازر ارتقت لدرجة جرائم ضد الانسانية ومكانها الطبيعي محكمة الجنايات.

فليس هناك كبير على القانون بعد اليوم واستحالة أن يمر ما ارتكبه حميدتي وبقية المرتزقة دون عقاب وردع يتناسب مع الفعل القبيح.

هذه الثورة ثورة كرامة واستحقاقات وحقوق، وثورة لتطهير كل القيم الفاسدة الموروثة من النظام السابق.

فرغم الغتامة وأحزان الشعب السوداني في فقدهم العظيم إلا أن هذه الأيام أيام نصر ورص صفوف وتصحيح مسار، الثورة منتصرة بإرادة جماهير الشعب السوداني.

فإما أن نكون ثوار بكامل الدسم دون أنصاف مواقف أو الالتحاق بالثورة المضادة المتخاذلة التي ساهمت بفعل جاد وأساسي فيما قامت به مليشيات الإنقاذ من مجازر بمنحهم الضوء الأخضر وكل ما هو مهادن بشأن استحقاقات جماهير شعبنا.

وعلى سودانيي دول المهجر الشرفاء إعادة زخم مواكبهم ووقفاتهم الاحتجاجية بكافة بقاع العالم، وضرورة عكس ما يحدث من مجازر وانتهاكات بحق المواطنين السودانيين العزّل السلميين.

مجزرة القيادة العامة لن تمر

الإضراب العام الشامل هو الحل.

الحزب الشيوعي السوداني

العدد 1104 - 24/4/2024