ضامنو أستانا: سيادة سورية على أراضيها وطرد الإرهابيين من إدلب

لا مناطق آمنة في سورية لداعمي الإرهاب

أكد ضامنو أستانا، إثر اجتماعهم منذ أيام، سيادة سورية على كامل أراضيها، وأن بقاء المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها (النصرة) في إدلب مرفوض. ويبدو أن قادة الدول الضامنة وضعوا سيناريو إفراغ إدلب من الإرهابيين، وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الروسي لافروف، لكنه أكد أن هذه الخطوة لن تكون مشابهة لتحرير الرقة. مستنكراً تهديم قوات التحالف الذي تقوده أمريكا هذه المدينة على رؤؤس ساكنيها المدنيين، وأكد القادة ضرورة الإسراع في عقد اجتماع للجنة الدستورية تمهيداً لبدء العملية السياسية في سورية ومرجعيتها الرئيسية لقرار مجلس الأمن الدولي 2254.

وترافقت مساعي الدول الضامنة لأستانا مع ظهور نوايا الأمريكيين بعرقلة كل جهد سلمي لحل الأزمة السورية وإنهاء معاناة الشعب السوري.

صحيفة (واشنطن بوست) أشارت مستندة إلى مصادرها إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تعمل على وضع خطة تهدف إلى إقامة منطقة (عازلة) شمال سورية بمشاركة قوات من دول أوربية قوامها 1500 جندي، إضافة إلى بقاء 200 عسكري أمريكي في المنطقة بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، وستعمل هذه القوة تحت مظلة (الناتو) أو دون هذه المظلة، ونقلت الصحيفة عن السيناتور (ليندسي غرام) على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الذي عقد منذ أيام، أنه ناقش الخطة مع ترامب، وستسعى أمريكا لإقناع حلفائها.. ودعمهم لتنفيذها.

ورغم الجهود الروسية الهادفة إلى (ضبط) السلوك التركي، والتذكير بمعاهدة (أضنة) لتهدئة الحدود السورية- التركية، لكن أردوغان كما يبدو يحاول اللعب على أكثر من حبل واحد، وهذا ما درج عليه منذ أن استطاعت القوات السورية تحقيق إنجازها باستعادة معظم الأرض السورية من سيطرة الإرهابيين، ومن أردوغان وحلفائه، فما يتفق مع قادة (أستانا) على تنفيذه لدفع جهود التسوية السياسية، يتحول إلى مراوغة لجر حلفائه الأمريكيين إلى تنفيذ سيناريو المناطق الآمنة الذي اتفقا معاً على الشروع بتنفيذه في شمال سورية وشرقها. ولا حاجة هنا للتذكير هنا بأن الشعب السوري الذي يدعم جهود التسوية السياسية لأزمة بلاده، على قاعدة مكافحة الإرهاب، ووحدة سورية أرضاً وشعباً، لا يعترف بمنطقة آمنة لمن قدموا الدعم والمساندة لغزاة بلادهم الإرهابيين الفاشيين، الذين يسعون في كل يوم إلى تقسيم سورية.

للواقعية السياسية حدود.. وللغطرسة و(نفش الريش)، بالاعتداء على أراضي الغير، حدود أيضاً، أما إصرار السوريين على وحدة بلادهم وسيادتها، وإعمارها ومستقبلها الديمقراطي.. العلماني.. فهو بلا حدود.

الشعب السوري، رغم معاناته المؤلمة خلال سنوات الأزمة والغزو، مازال واقفاً خلف جيشه الوطني، من أجل الدفاع عن ثوابته الوطنية، مازال صامداً في مواجهة قوى الإرهاب والعدوان والتقسيم، فتضحيات أبنائه لن تذهب هدراً وسيرتفع العلم السوري في سماء سورية الواحدة، شاء من شاء وأبى من أبى.

العدد 1104 - 24/4/2024