بيان ندوة «المثقفون العرب والأزمة السورية»

اختتمت في دمشق يوم الأربعاء الماضي 19 أيلول 2012 وتحت شعار (المثقفون العرب ضمير الأمة وحراس سيادتها)  فعاليات ندوة (المثقفون العرب والأزمة السورية.. أفكار وحلول)، شارك فيها 93 كاتباً ومفكراً ومثقفاً، وممثلو عدد من اتحادات الكتاب العرب. وقد وزعت أعمال الندوة التي استغرقت يومين على ستة محاور شملت: (حرمة الدم السوري والحوار أساس الحل، النسيج الاجتماعي والأزمة، الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، الديمقراطية والإعلام، الجيش درع الوطن، رفض التدخل الخارجي).

وكان المؤتمر قد افتتح فعالياته في مكتبة الأسد، يوم الثلاثاء الماضي، وأكد وزير الإعلام د. عمران الزعبي، أن النماذج التي قيست عليها أحداث تونس ومصر وليبيا واليمن سواء لظروفها أم وقائعها أو نتائجها الأولية شكلت حاملاً للهجوم الكبير على سورية، تحت مظلة شيطنة الدول وتجريم السلطة على نحو مقصود ومتعمَّد، إلى حد التكفير الوطني والقومي والديني والإنساني والأخلاقي.

كانت هذه الافتراءات مرسومة ومقصودة منذ كان التفكير في العدوان على سورية في مرحلة جنينية بهدف تغيير وجه المنطقة إن استطاع المتآمرون على تعدد لغاتهم وإمكاناهم، ليخلقوا ما عرف بالشرق الأوسط الجديد، الذي رأى واضعوه ومتعهدو تنفيذه أنه كفيل بتحقيق الهيمنة الأطلسية على العالم شرقاً ومغرباً. وإذا كانوا في الدوائر الإعلامية يتساءلون بعد أحداث مصر وليبيا، عمن هي الدولة العربية التي ستحل بها الكارثة في المرحلة التالية بعد أن يتم القبض عليها؟ كانت الأنظار تتجه إلى سورية لأمرين اثنين: (الموقف والموقع).

أما الموقف فمؤشراته كانت واضحة المعالم منذ العدوان على العراق عام ،2003 والتي رأى المثقفون والمفكرون والكتاب العرب أنه يصح إدراجها تحت عنوان: (ضرورة القبض على سورية لتحقق الولايات المتحدة وحلفاؤها الأقربون والأبعدون هدفين: الأول.. الهيمنة على ممرات النفط، حتى إنه قيل: هذه أول حرب عالمية تحدث في العالم بسبب النفط والغاز، والهدف الثاني هو ضمان أمن الكيان الصهيوني، باعتباره دولة يهودية، قال باراك أوباما في توصيفه لها بأنها (متجذرة في المنطقة).

وهذا يقتضي استدعاء سايكس بيكو ليعمل في سورية تفتيتاً طائفياً يسمى كل كيان باسمه، ويتصالح مع دولة العدو الصهيوني باعتبارها (دولة يهودية).

ولئن أدرك شعبنا العربي في سورية، وفي جميع أمصار الوطن العربي، هذه الحقيقة المبينة، فإن الهجمة التي تعرّضت لها سورية استخدمت كل أنواع الحروب التي عرفت حتى الآن من: تضليل وحصار، وترهيب وترغيب، أما الأدوات فكانت وليدة فكرة (الاحتواء) التي مورست إبان الحرب الباردة بين الشرق والغرب.

وإذ توقف المثقفون العرب، وكلهم ولاء للوطن، عند هذه الأدوات وتداعياتها، أيقنوا أن سورية بحاجة إلى إعلام متطور، بكل ما في الكلمة من معنى، وهذا لا يغني عن الحاجة إلى المثقف العربي القومي الملتزم، المالك لكل مقومات الالتزام، كما هي الحاجة ماسة إلى مراكز أبحاث تقدم الخدمة للوطن والدولة. ويرفضون كل أشكال التدخل الخارجي رفضاً باتاً، ويصرون على أن حل الأزمة السورية ينحصر في السوريين، وفق حوار موضوعي يتبنى وحدة سورية وأمنها وسيادتها والحفاظ على نسيجها الوطني الحضاري. ويرى المثقفون أن هذا النسيج جزء لا يتجزأ من نسيج الأمة العربية، وبعده الأخلاقي والإنساني والثقافي، قبل أن يكون بعداً عرقياً. وإذ يحيي المثقفون والكتاب العرب سورية قيادة وشعباً فإنهم يرون أنفسهم جزءاً لا يتجزأ من منظومة الدفاع عن قيم الأمة ومفاهيمها ووحدة أراضيها وسيادة أقطارها.

الكتاب والمثقفون المشاركون في الندوة

العدد 1104 - 24/4/2024