تتواصل إلى يوم 26 الجاري بمشاركة 22 فيلماً عالمياً السينما العربية تسجل حضورها في الدورة 66 لمهرجان كان بفيلمين تونسي وفلسطيني

افتتحت يوم الأربعاء الماضي فعاليات الدورة الـ 66 لمهرجان كان السينمائي، بفيلم (غاتسبي العظيم) للمخرج الأسترالي باز لورمان، المقتبس عن رواية للكاتب سكوت فيتزجرالد. يدور الفيلم حول حقبة العشرينيات في نيويورك، وهو من بطولة عدد من النجوم البارزين، في مقدمتهم الممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو، وكاري مولغان، وأميتاب باتشان.

شارة انطلاقة الفعاليات أعلن عنها دي كابريو في حفل ضخم في قصر المهرجانات، بحضور كبار نجوم الفن السابع في العالم، أمثال: نيكول كيدمان وروبرت ريدفورد وماريون كوتييار. وقد اصطحب دي كابريو نجم بوليوود أميتاب باتشان (66 عاماً) إلى منصة الاحتفال احتفاء بالذكرى المئوية لانطلاقة السينما الهندية.

 

سبيلبرغ رئيساً للجنة التحكيم ..

يتولى رئاسة لجنة التحكيم لهذه الدورة المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ (66 عاماً)، وهو أحد أكثر صناع السينما شهرة في هوليود، إذ نجح في إنجاز عدد كبير من الأفلام الترفيهية والجدّية، ونال عدة جوائز أوسكار.

وحسب منظمي المهرجان فإن أفلام سبيلبرغ (تشكل رحلة متواصلة بين الحلم والواقع، فهو ينجز أفلاماً ترفيهية، وأخرى تشكل غوصاً جدياً في التاريخ والعنصرية أو الوضع الإنساني، وتشهد على تطلعه إلى عالم مسالم متصالح مع نفسه).

ورأى المندوب العام لمهرجان كانْ تييري فريمو أن (أفلام سبيلبرغ والتزامه المتنوع تجعل منه سنة بعد سنة نظيراً لكبار سينمائيي هوليود).

وقال سبيلبرغ الذي يخلف المخرج الإيطالي ناني موريتي -الذي رأس الدورة الماضية للمهرجان في بيان له: (إنه لشرف كبير لي أن أترأس لجنة تحكيم مهرجان يثبت من دون كلل أن السينما هي لغة العالم).

وقدم المخرج الأمريكي أفلاماً كثيرة في الماضي في مهرجان كان، غالبيتها خارج إطار المسابقة الرسمية. وخلال مسيرته التي تمتد على 40 عاماً أخرج سبيلبرغ 27 فيلماً ترك أغلبها بصمات في تاريخ السينما العالمية، بداية من (دويل) إلى سلسلة (أنديانا جونزز)، إلى سلسلة جوراسيك بارك،مروراً بفيلم (اللون القرمزي)، وصولاً إلى فيلم (لينكولن) الذي حاز الممثل دانييل داي لويس على جائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره فيه قبل أيام.

وكانت شهرة سبيلبرغ الحقيقية في مجال الإخراج مع فيلم (جويز) (الفك المفترس) عام ،1975 الذي رُشّح لأربع جوائز أوسكار، حاز منها ثلاثاً. كما أخرج عام 1982 فيلم (إي تي) الشهير الذي حقق إيرادات قياسية، وأربع جوائز أوسكار من تسع رُشِّح لها.

وحاز سبيلبرغ – الذي دخل أيضاً مجال الإنتاج وكتابة سيناريو – جائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلميه (قائمة شندلر) عام ،1994 و(إنقاذ الجندي رايان) عام 1998.

كما تضم لجنة التحكيم في الدورة الحالية، الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان (الحائزة على جائزة الأوسكار)، والممثل العالمي كريستوف فالتز، والمخرجين التايواني إنج لي مخرج فيلم (لايف أوف باي)، واليابانية ناعومي كاياسي صاحبة الأفلام الوثائقية (إمبراسينغ) و(كاتاتسومري)، والمخرجة الإسكتلندية ليي رامسي صاحبة فيلم (نحتاج إلى الظلام عن كيفن) والمخرج الروماني كريستيان مونجيو صاحب فيلم (أربع شهور وثلاثة أيام ويومين)، إضافة إلى الممثلة الهندية فيديا بالان والممثل الفرنسي دانيال أوتوي.

تتواصل فعاليات هذه الدورة حتى يوم الأحد (26 الجاري)، وسيكون للسينما الفرنسية في سباق السعفة الذهبية للأفلام الروائية الطويلة (أرفع جوائز المهرجان) نصيب الأسد من عدد الأفلام المشاركة بسبعة أفلام، بينما تشارك الولايات المتحدة بخمسة أفلام، وتأتي باقي الأفلام من دول مختلفة.

ومن أبرز الأفلام المشاركة فيلم (خلف الشمعدانات) للمخرج الأمريكي ستيفن سودربرج، ويدور حول حياة عازف بيانو، ويقوم ببطولته كل من مايكل دوغلاس ومات ديمون. كما يشارك أيضاً الفيلم الدانماركي (الرب وحده هو الذي يغفر) للمخرج نيكولاس ونيدينج، والفيلم الفرنسي (قصر في إيطاليا) للمخرجة فاليريا بروني، وهي أخت كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.

 

 

مصر غائبة وإيران في المسابقة الرسمية..

تحضر السينما العربية في المسابقة الرسمية بالفيلم التونسي (حياة آديل – الأزرق أكثر الألوان دفئاً) للمخرج عبد اللطيف كشيش، وتدور أحداث فيلمه حول (أديل)، الفتاة ذات الـ15  عاماً التي تبحث عن معاني الحب.

بينما يشارك المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد بفيلمه الجديد (عمر) ضمن مسابقة (نظرة ما). واشتهر أبو أسعد  خاصة بفيلمه (الجنة الآن) الحائز على جائزة (غولدن غلوب) لأفضل فيلم أجنبي عام 2006.

كما تشارك فلسطين بفيلم (واقٍ ضد الرصاص) عن فئة الأفلام القصيرة، إخراج الأخوين محمد وأحمد أبو ناصر.

ولم يسبق للسينما العربية الفوز بجائزة السعفة الذهبية سوى مرة واحدة، عندما حصل المخرج الجزائري (محمد الأخضر حامينا) على الجائزة عام 1975عن فيلمه (وقائع سنوات الجمر)، الذي تدور أحداثه حول تاريخ الجزائر النضالي، الذي غطته مساحات الدماء الحمراء من أجل نيل الاستقلال. كما صور الفيلم الحياة القبلية في جبال الجزائر، التي كانت تعيش على حياة التنقل في الصحراء والرعي، ثم لم تلبث الصحراء أن تحولت إلى ساحة للقتال والجهاد المستميت من أجل نيل الحرية المضرجة بالدماء.

ونال المخرج المصري العالمي الراحل (يوسف شاهين) جائزة السعفة الذهبية هو الآخر عام ،1997 ولكنه نالها كجائزة تكريمية عن مجمل أعماله.

وفيما تغيب مصر عن هذه الدورة، تسجل السينما الإيرانية حضورها بفيلم (الماضي) للمخرج أصغر فرهادي، الذي سبق أن نال جوائز عالمية عن آخر أفلامه (انفصال)، أبرزها أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام ،2012 وجائزة (الدب الذهبي) لأحسن فيلم من مهرجان برلين السينمائي.

يُذكر أن الدورة الـ65 من المهرجان شهدت فوز المخرج النمسوي مايكل هانيكيه بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمه (الحب) الذي يصور الأيام المأسوية الأخيرة في حياة زوجين مسنين.

العدد 1105 - 01/5/2024