في وزارة النفط والثروة المعدنية.. لابد من إعادة العمل في مديريات حقول النفط ومحاسبة المسببين للتوقف

النفط هو أحد أهم مصادر الطاقة عالمياً نظراً لدوره الهام في تأمين حاجات ومستلزمات دولها صناعياً وزراعياً وتجارياً وتسيير وسائط النقل. وفي بلدنا هو العمود الفقري لاقتصادنا الوطني وتعزيز قرارنا السياسي الوطني وتحسين المستوى المعاشي لشعبنا. وكانت بلادنا الأولى في المنطقة باستثمار النفط وطنياً وبالتعاون مع الاتحاد السوفيتي الصديق.

وفي السابق تعرضت صناعتنا النفطية لمخاطر كبيرة، وكان أهمها منحها لبعض شركات عقود الخدمة ولدول كانت الغالبية العظمى منها معادية لشعبنا. ولكن حالياً وفي هذه الظروف الصعبة والقاسية التي تمر فيها بلادنا نتيجة لمواقفها الوطنية ضد المؤامرات الدولية والعربية والداخلية وإفشال مخططاتها، فبدلاً من أن تقوم الجهات المسؤولة في الدولة من الوزارة والشركة السورية للنفط ومن المسؤولين في محافظة الحسكة خاصة بالحفاظ على هذه الثروة الثمينة والغالية على قلب كل مواطن شريف في بلدنا يتركونها تحت رحمة العصابات المسلحة والجماعات التكفيرية وبعض اللصوص الذين نهبوا وسلبوا العديد من حقول مع معداتها في مديرية حقول الجبسة، وأصبحت خارج الخدمة. وحالياً توشك أن تقع مديرية حقول الحسكة في المشكلة نفسها، فقد توقف الحفر منذ نحو ثلاثة أشهر، والإنتاج أصبح شبه مشلول، كذلك تقع خطوط النقل تحت رحمة هؤلاء العصابات واللصوص ولا تستطيع الجهات المختصة تأمين مادة المازوت لعمل تلك الحفارات والآليات وكذلك مادة البنزين، وأصبحت عاجزة عن حماية الحفارات العاملة في المديرية.

إننا نتساءل: إلى متى تبقى هذه المديرية خارجة عن الخدمة وتهدر مئات الملايين من الليرات من اقتصادنا الوطني؟ أو هل نسي المسؤولون في الدولة والمحافظة مايعاني السكان في بلدنا من البرد والمجاعة والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية والنقل نتيجة لفقدان موارد الطاقة وتوقف إنتاج النفط في هذه المديريات. ونؤكد في الوقت نفسه ضرورة إزالة جميع الصعوبات والمعوقات لعمل هذه المديريات ومحاسبة المسببين عن التوقف مهما كانت وظائفهم. ولابد من مساءلة هؤلاء المسؤولين في الوزارة والشركة السورية للنفط: هل أصبحت عملية شراء النفط من الخارج بمليارات الليرات السورية أربح وأسهل لكم من استثمار النفط وطنياً وإعادة روح العمل إلى مديريات الحقول، وتفعيل دور الطبقة العاملة في الشركة لخدمة شعبنا وبلدنا، والمساهمة في الصمود ضد تلك المؤامرات والقوى الظلامية والتكفيرية في بلدنا. أخيراً نأمل من الوزير الجديد إيجاد حلول سريعة وتذليل كل المعوقات والصعوبات القائمة.

العدد 1104 - 24/4/2024