كجذور السنديان.. الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى

برعاية وزير الثقافة عصام خليل، أقامت وزارة الثقافة حفلاً تأبينياً بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى، وذلك في دار الأوبرا في 8 أيلول 2014 وبحضور حشد من الشخصيات الرسمية والثقافية والإعلامية. واستهل الحفل بالنشيد العربي السوري، تلاه عرض لفيلم قصير تناول مسيرته ومحطاتٍ في حياته الحزبية والإبداعية، واختيرت قصائد من سفر إبداعه، تتغنى بالعروبة والطفولة والإنسانية، والقضايا الوطنية والقومية، التي أضحت أبجدية وطن، وترجمان حلم عربي، حمل نبض العروبة، في قصة كفاحه ونضاله ومسيرته الحافلة بدءاً من مسقط الرأس (النعيرية) وصولاً إلى أقصى قرية في المغرب العربي.

وألقى وزير الثقافة كلمة قال في مستهلها: سليمان العيسى، هو شاعر الإنسان، شاعر البعث، فلا يمكن أن يكون بعثياً من لم يكن إنساناً حقيقياً، وتلا قصيدة له بعنوان (واضحاً.. كاحتمال أكيد) مؤكداً فيها جمال إبداع العيسى، وفرادته الشعرية الخالصة، وعمق التزامه وإيمانه بوطنه وأن (الطريق إلى الشمس يبدأ من مطلع الشام حتى شروق العرب).

وألقى الشاعر جهاد بكفلوني مختارات من شعر الراحل سليمان العيسى، مستحضراً قيمه الباقية، ومواقفه الدالة.

كما ألقى السفير سليمان حداد كلمة استذكر فيها صداقته بالراحل الكبير وأضاء مفاصل من سيرته ومسيرته، بزخم إبداعها، وأصالة مكوناتها.

كما ألقى د. حسين جمعة رئيس اتحاد الكتّاب العرب كلمة أكدّ فيها حضور شاعر العروبة على جناح الأبدية، الحارس الحي للغة، وللحلم الجميل، قائلاً: لم يكن حلمك نزوة ولا طفرة، كان وعياً تاريخياً وثقافياً، ورسالة تتوهج في الوجدان قبل اللسان، واستحضاراً للإرث الحضاري، فأنت النبض الأصيل للهوية، والبحث عن الغد الأفضل.

واختتم الحفل بكلمة أسرة الفقيد ألقاها د. معن سليمان العيسى، قال فيها: (من شباك غرفته كان يرى قمة قاسيون عالية، في قلبه ووجدانه كان يرى قمة قاسيون عالية، وفي غمرة هذا الحقد المجنون الذي ينصبّ عليها من جميع أقاصي الأرض، كان يرى قمة قاسيون عالية، في ذاكرته، وفي تجليات أمانيه وأحلامه.. كان يرى قمة قاسيون.. كانت عالية منذ بدأ الإنسان وستبقى عالية حتى بعد أن ينتهي الإنسان، فهم دمشق على طريقته، نجمة لامعة ينتهي عندها المكان وينتمي إليها الزمن).

(ونحن سنحكي حكاية لأولادنا وسيحكيها أولادنا لأولادهم، أو لأحفادهم، أو لأحفاد أحفادهم، عن شيخ له وجه طفل، وقلب طفل، مبتسم دائماً، يعتمر طاقية بيضاء، ربما كان اسمه سليمان العيسى، وربما كان له اسم آخر يقص على أطفال تحلّقوا حوله، منهم من ولد في الجزائر أو السودان، مصر أو لبنان وسورية، أنه مر على هذه الأرض برابرة همجيون (…) اندثروا كلهم وبقي كالمارد الأبد.. أهله وهذا البلد).

العدد 1104 - 24/4/2024