روعة وإتقان في فن النحت..! بانوراما برمّانة المشايخ في الشيخ بدر

لا يمكنك أن تذكر برمّانة المشايخ التابعة لمنطقة الشيخ بدر في طرطوس إلاّ وتقفز إلى الذاكرة صورة غنيّة وكبيرة لعمل دؤوب استمر لأشهر عديدة وجهد يستحق الوقوف أمامه باحترام وخشوع.

برمانة المشايخ التي تبعد عن الشيخ بدر نحو 12 كم حيث جمال الطبيعة على جانبي الطريق والبيوت العامرة بالكرم والطيبة، كانت وجهة جريدة (النور) للوقوف على البانوراما التي تحتل مساحة 200 متر مربع على صخرة كبيرة ارتفاعها ثلاثة أمتار وطولها نحو 4 أمتار تمثل صورة الشيخ، والمساحة الباقية كانت من وحي خيال النحاتين منها ما يمثل المرأة ومنها ما يمثل الفلاح ومنها ما يمثل الجواد العربي الأصيل وغير ذلك، والصخرة تساير الطريق وكأنها العين الساهرة التي تحرس الجمال هناك.

بعد الاطلاع على البانوراما ورؤية الخلق الجديد للجماد وتحويله إلى لوحة تكاد تنطق، كانت لنا وقفة مع الأستاذ لؤي الخطيب مدير المركز الثقافي في برمانة المشايخ، الذي حدثنا عن العمل فقال: إن الفكرة كانت للسيد عدنان صفي الدين الخطيب، وهو حفيد الشيخ خليل الخطيب الذي توفي عام 1960 والذي كان بمثابة قاضي على مستوى بانياس، إذ لم يكن يعجز عن حل أي مشكلة على مستوى المنطقة كلّها.

بدأ العمل من خلال المعسكر النحتي في عام 2008 واستمر نحو نصف عام من الجهد اليومي المتواصل، وكان على رأس النحاتين النحات المعروف علاء محمد إلى جانب حسن محمد وفنانين في مجال النحت من درعا والسويداء ودمشق. طبعاً الممول لهذا العمل كان السيد عدنان الخطيب.

طبعاً البانوراما مقامة على صخرة كان الشيخ يربّي النحل بجوارها، ويسمى قلع النحلات. المرحلة الأولى استمرت نحو ستة أشهر، والمرحلة الثانية التي حاول فيها الفنان علاء استكمال الجهة الثانية استمرت لعدة أشهر، لكن يبدو أن أمراً ما قد حال دون إكمالها والبانوراما تعتبر اكبر لوحة منحوتة في سورية.

بعد الانتهاء من هذا العمل الكبير هناك فكرة بإقامة منحوتة كبيرة تعتبر من أضخم الأعمال النحتية في العالم، وتجسّد القرآن الكريم على مساحة 2000م مربع، وبدؤوا بالفعل في تفريغ الأرض وتسوية الصخور.

وفي سؤال عن دور وزارة الثقافة أكد الأستاذ لؤي الخطيب أن العمل فردي ومبادرة شخصية من السيد عدنان الخطيب كونه المالك للأرض التي أقيمت عليها البانوراما.

في الحقيقة فوّضني السيد عدنان الخطيب بموضوع إهداء العمل لوزارة الثقافة، ولكن بصراحة بادرت بالموضوع، لكن للأسف كان هناك عراقيل لم تمكنني من المتابعة مع الإشارة إلى أن كل ما جرى بهذا الخصوص لم يتجاوز مديرية الثقافة بطرطوس، والآن وفي ضوء التغييرات في الوزارة ومديرية الثقافة بطرطوس نأمل استكمال المشوار بهذا الخصوص.. طبعاً العمل احتاج للكثير من الجهد من قبل النحاتين، لأنهم كانوا مجبرين على تثبيت أنفسهم بحبال وسلالم.

في عام 2012 حاولت أن أبرز معالم البانوراما، فدعيت لإقامة مهرجان سياحي وثقافي وسياسي واجتماعي في الهواء الطلق، جرى فيه أول حفل لتكريم الشهداء وذويهم في المنطقة، تم تمويل المهرجان من قبل السيد سامر عمران.

واختتم الأستاذ لؤي الخطيب حديثه بتوجيه الشكر لجريدة النور مضيفاً بأن هناك فكرة لإقامة مهرجان سنوي في موقع البانوراما متمنياً أن يلازمهم النجاح في ذلك.

العدد 1105 - 01/5/2024