المواقع الأثرية في مدينة قنوات

بعد سنوات تجاوزت العشر، ومطالب حثيثة من أهالي مدينة قنوات، أطل مشروع استملاك المنازل المحيطة بمعبد زيوس والصهريج المسقوف ومواقع أثرية أخرى، بخيط نور باهت، وذلك بإزالة الكتل الأسمنتية التي لا علاقة لها بالمواقع الأثرية، ولكنها تقف حائلاً دون إظهار المكامن الجمالية فيها.. فقد دخل الملل لنفوس مالكي العقارات المحيطة بالمواقع لإظهار جمالية الآثار بعد أن منعوا من اتخاذ أي إجراء أو ترميم بشأنها.  ولكن ثمة سؤال بعد أكثر من عشر سنوات، اليوم يخرج ملف مشروع استملاك المنازل المحيطة بالآثار من الأدراج الدفينة في المديرية العامة للآثار والمتاحف، لماذا؟

جريدة (النور) وثقت الواقعة بالشخوص إلى المكان، ووفق المشاهدات العينية فإن أكثر من 90% من المواقع الأثرية الموجودة في بلدة قنوات تناشد الجهات المعنية اتخاذ إجراءات التأهيل والترميم، عدا الحاجة الماسة لتأمين الخدمات اللازمة لها وخاصة البنى التحتية بدءاً من الكهرباء وانتهاء بدورات المياه وشاخصات الدلالة، فمن الواضح وباعتراف حاضني هذه المواقع ألا وهي دائرة آثار السويداء، أن هذه المواقع لم تطلها يد الترميم منذ أكثر من عشرين عاماً، لكون ترميم هذه المواقع- والكلام هذه المرة لرئيس دائرة آثار السويداء- يحتاج إلى ميزانية مالية كبيرة وهذا غير متوافر في الوقت الحاضر.

و(النور) تطرح بعد جولتها على المواقع وتوثيقها بالصور، مجموعة من التساؤلات مع رئيس دائرة الآثار بالسويداء الأستاذ حسين زين الدين الذي أجاب أنه جاء تنفيذ المطالب لإزالة المنازل المستملكة بغية إظهار المواقع الأثرية وكشفها للزائرين، إضافة إلى إعادة تأهيل بعض المواقع الأثرية التي كانت ضائعة وسط زحمة الأبنية الحديثة، مضيفاً: إنه رصد للمشروع نحو 18 مليون ليرة سورية وقد بات في مراحله الأخيرة، علماً بأن بلدة قنوات تضم ضمن مخططها التنظيمي عشرات المواقع الأثرية المهمة، إلا أن هذه المواقع وبسبب ضآلة المبالغ المرصودة لتأهيلها، نقول وبكل صراحة: قد تم دفنها.

والمواقع المراد إظهارها تضم معابد وكنائس أثرية تعود إلى عصور قديمة وغابرة في التاريخ.

العدد 1105 - 01/5/2024