على أبواب المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد.. من كتابات القائد الشيوعي الكبير فرج الله الحلو

نحو جبهة وطنية

من الواضح أن حالة القلق المخيمة على لبنان تعود أسبابها الرئيسية إلى تدخلات ودسائس استعمارية أجنبية معروفة.. فلبنان يواجه الآن ضغطاً شديداً متعدد الأشكال من جانب الدول الغربية الكبرى، ولاسيما من جانب حكومة أمريكا، التي تبغي ربطه رسمياً بالجهاز العسكري العدواني الذي تعمل على بنائه في الشرق الأوسط، وتستهدف الشقيقة سورية أيضاً لمثل هذا الضغط.

كل ذلك يبين أن حشد جميع القوى الوطنية الديمقراطية في لبنان في جبهة وطنية قائمة على أسس ثابتة، بات ضرورة قصوى ويجب أن تكون هذه الجبهة على أقصى درجة من الاتساع بحيث تضم جميع الفئات والعناصر المناهضة لمشاريع الاستعمار الحربية والمؤيدة للحريات الديمقراطية.

نشر في (الصرخة)

بتاريخ 20 حزيران 1954

الثورة الإفرنسية والثورة الروسية

كانت الثورة الإفرنسية ثورة برجوازية ديمقراطية، ولكن الثورة الروسية كانت ثورة بروليتارية اشتراكية.

فالأولى هدمت النظام الإقطاعي والملكية في فرنسا وأقامت مكانها سلطة الرأسمالية، والثانية محت بقايا النظام الإقطاعي وحطمت عرش القيصرية وقضت على الرأسمالية، وأقامت سلطة الطبقة العاملة المتحالفة مع الفلاحين والمستندة على جماهير الشعب المنتجة.

فالثورة البروليتارية حققت في طريقها كل أغراض الثورة الإفرنسية، كثورة برجوازية ديمقراطية، ولكنها مضت إلى أكثر من ذلك، فحققت نظاماً جديداً أرقى وأكمل وأحسن هو النظام الاشتراكي الذي يضمن الحرية والإخاء والمساواة الاشتراكية الصحيحة بقضائه على استثمار الإنسان للإنسان، وبقضائه على الطبقات الاجتماعية المتنافرة، وبالتدرج الحثيث الثابت نحو الشيوعية.

(صوت الشعب)، 23 تموز 1939 العدد 23 السنة الثالثة

الصهيونية المجرمة خطرها في لبنان.. خطرها في بلاد العرب

الصهيونية حركة استعمارية هدفها الاقتصادي تصدير الرساميل إلى فلسطين وما جاورها من البلاد العربية وجعلها سوقاً للاستثمار وتصريف البضائع. ومن هنا أبلغ الضرر والخطر لا على فلسطين وحدها، بل على الحياة الاقتصادية في البلاد العربية كلها، ولاسيما على الصناعة الوطنية الناشئة في كل قطر عربي وفي لبنان بصورة خاصة، بسبب قربه من فلسطين وقلة مناعته ضد الصهيونية.

ولذلك فتضامن العرب في مختلف أقطارهم مع فلسطين لم تدفع إليه العاطفة الأخوية فقط، ولم تدفع إليه اعتبارات خلقية وحقوقية فحسب، بل أيضاً قبل كل شيء تضامن وطني في النضال ضد عدو واحد يهدد مصالح العرب جميعاً تهديداً مباشراً شديداً.

(كتب عام 1942)

لبنان وسورية أمام مشاريع التكتل والدفاع المشترك

إن سورية ولبنان يملكان جميع الإمكانات لأجل رفض الانجرار وراء أي نوع من التكتل الرجعي، ولأجل المحافظة على استقلالهما وسيادتهما والاستفادة من الوضع الممتاز الذي يحتلانه بين الأقطار العربية.. والشعبان اللبناني والسوري لن يقبلا بأي تفريط في استقلالهما، بل سيتابعان الاتحاد والنضال لتوطيد هذا الاستقلال ونشر الديمقراطية في ربوعهما مع الشعوب العربية لأجل الجلاء والاستقلال والحرية.

(صوت الشعب)، 18 تشرين الأول 1949 العدد 1273

العدد 1105 - 01/5/2024