أواخر الصيف..آن الكرم يُعتصر

 

 كان معرض دمشق الدولي وفيروز صِنْوَانٌ لا يفترقان، وارتبط افتتاح المعرض في السنوات الماضية بوجودها كرمز لا يمحى من ذاكرة السوريين.

المصادفة حدثت في عام 1952 ، حين استمع إليها مصادفة الإعلامي الكبير يحيى الشهابي في إحدى زيارته لبيروت، فلفت صوتها الجميل وغنائها البديع اهتمامه، وكانت دعوته لها لمعرض دمشق والرحابنة عاصي ومنصور بداية عشقٍ متبادل، فمن دمشق غنت (شام يا ذا السيف لم يغبِ) فلا هي غابت ولا السيف الدمشقي، فبقي شامخاً متمسكاً بالأرض يدافع عن دمشق ويصرخ صرخة الحق في وجه كل معتدٍ.

ومن جديد يتألق المعرض من تاريخ 17 ولغاية 26 من شهر آب الجاري،

وينشر عطر النجاحات التي باتت تصل إلى كل أصقاع الأرض، فيطرق بابها العديد من الدول المشاركة، وكعادتها دمشق تفتح أبوابها السبع في وجه ثلاثين دولة ستشاركها النجاح الذي سيرسم ابتسامته على وجوه السوريين، بعد أزمة خانقة عصفت بالبلاد، وسيشارك فيه سائر القطاعات الصناعية والتجارية الحكومية والخاصة، وأكبر المشاركين فيه من (اتحاد المصدرين) من القطاع (النسيجي والصناعي والغذائي والكيمائي والزراعي).

تعتبر مدينة المعارض من أكبر مدن المعارض في الشرق الأوسط، وتعد عودتها بعد توقف دام خمس سنوات مؤشراً لتعافٍ بدأت ملامحه بالظهور، وستنتهي بنجاحات على مختلف الأصعدة.

من الناحية الاقتصادية كان المعرض قاعدة للالتقاء بالآخر والتعريف به وتبادل المنتجات والابتكارات التقنية بين الدول، إضافة إلى دوره الأساسي في التعريف بالمنتجات السورية وتسويقها وتصديرها، ومن ناحية أخرى ساهم في التعريف بالتاجر والصناعي السوري على الصعيدين الداخلي والخارجي، فكان صلة وصل بين الداخل والخارج لربط الاقتصاد السوري بالعالمي.

فمنذ صدور القانون رقم 40 لعام 1955 وقرار إقامة المعرض بشكل دائم كل سنة، لأنه حقق الكثير من الإنجازات والفوائد، وإلى الآن بعد عودته من جديد بقرار من مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة لإطلاق دورة جديدة وذلك صيف 2017 وذلك يأتي في إطار عودة دوران عجلة الإنتاج السوري، وبعزيمة الجيش السوري وبانتصاراته المتتالية تحققت عودة المعرض من جديد. وكي تكتمل متعة السوريين، سيكون البرنامج الفني المرافق للمعرض غنياً، إذ يتضمن عروضاً فنية مختلفة وموسيقية وأمسيات ومسرحيات.

يا شام ياشامة الدنيا ووردتها

يا من بحسنك أوجعت الأزاميلا

وددت لو زرعوني فيكِ مئذنة

أو علقوني على الأبواب قنديلا

معرض دمشق ككل السنوات ننتظر منه كل العطاء والخير الوفير ليعود على دمشق وأهلها بالنفع والفائدة، فانتظروه بعد أيام قليلة ليحمل لكم كل المحبة والتجدد..

 

العدد 1104 - 24/4/2024