من الصحافة العربية العدد 694….نجدة خليجية ـ غربية عاجلة لمسلحي سورية

 بمجرد انطلاق (عاصفة السوخوي) قبل أسبوعين، وبالتزامن معها، نشط سوق السلاح في شرق أوربا، على مقربة من الروس، ومن مستودعاتهم القديمة في دول حلف وارسو، لإمداد جبهة الجماعات (الجهادية) بصواريخ تتصدى للطوافات الروسية المقاتلة، التي تقدم إسناداً جوياً فعالاً على كل الجبهات التي أطلق فيها الجيش السوري وحداته المدرعة، وحقق اختراقات واسعة في أرياف حماة وحمص واللاذقية وحلب والغوطة الشرقية ودرعا.

وللمرة الأولى منذ أربعة أعوام، ينتقل الجيش السوري إلى حالة هجوم على معظم الجبهات، سواء تحت غطاء جوّي روسي كما في معظم الجبهات الشمالية، أو دونه، كما في الجنوب، إذ تمكنت الفرقتان الخامسة عشرة والخامسة من استعادة جزء واسع من منطقة (اللواء 82 دفاع جوي)، والتقدم نحو الشيخ مسكين، وهي النقطة الأقرب التي كانت فصائل (الجبهة الجنوبية) و(جبهة النصرة) قد بلغتها نحو طريق درعا – دمشق، للالتفاف على الوحدات السورية المرابطة في قلب حوران.

وألقى أكثر من ألفي مسلح، على دفعات في الأيام الأخيرة، أسلحتهم وسلموا أنفسهم في نطاق مصالحات وتسويات، بعد انهيار خمس موجات متلاحقة من عملية (عاصفة الجنوب)، التي مولتها السعودية وأدارتها غرفة عمليات عمان، أمام تحصينات الفرقة السورية الخامسة عشرة في درعا المدينة، دون أن تتمكن من اختراقها. كما كانت وحدات من الجيش السوري قد ألحقت هزيمة كبيرة بـ (جبهة النصرة)، عندما استعادت بسرعة تل قبع والتل الأحمر، تمهيداً لفك الحصار عن بلدة حضر، وقطعاً للعملية التي كانت تجري للسيطرة علـى طريق القنيطرة – دمشق بالنيران، والتقدم للاتصال بجيوب المجموعات المسلحة في الريف الغربي لدمشق.

وتقول مصادر متقاطعة، إن السعوديين والقطريين باشروا عبر وسطاء عرب عقد صفقات لشراء أسلحة من بولندا وأوكرانيا وبلغاريا، لإمداد مجموعاتهم في الشمال السوري بصواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات، لمجابهة كابوس طوافات (مي 23) و(مي 24) الروسية، التي تقدم إسناداً نارياً كثيفاً لعمليات الجيش السوري، دون أن تتمكن الأسلحة المتوافرة من ضرب أي منها حتى الآن.

ويعمل السعوديون على توفير صواريخ من طراز (إيغلا) و(ستريلا)، السوفيتية الصنع، والتي تحتفظ الجيوش الأوربية الشرقية بكميات كبيرة منها. وتقدم دول غربية رسائل اعتماد إلى الدول المصدرة لتسهيل عمليات التسليم وتسريعها، التي ستمر عبر تركيا، وتوزيعها على الجماعات المسلحة في أرياف حماة وإدلب وحلب واللاذقية. وظهرت خلال معارك الشمال قاذفات قنابل يدوية من نوع (آربي جي 6)، من ضمن أسلحة كانت السعودية قد اشترتها من كرواتيا في عام 2013 ، ولم تكن تملكها إلا وحدات من بقايا (الجيش الحر) في درعا جاءت عبر الأردن.

ولجأ السعوديون إلى تسريع تسليم المزيد من صواريخ (تاو) الأمريكية المضادة للمدرعات. وكان مدير الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان قد دفع إلى شراء 13750 صاروخ (تاو) من الجيل الأول الذي يوجه بسلك بعد إطلاقه. ودفعت السعودية 950 مليون دولار، في الصفقة التي عقدتها لشراء هذه الصواريخ من الولايات المتحدة، في كانون الأول عام 2013 من أجل تسليح (الجيش الحر) في البداية، ثم (جبهة ثوار سورية) و(حركة حزم)، وكلها جماعات قامت (جبهة النصرة) و(جند الأقصى) بتصفيتها في العام الماضي، والاستيلاء على مخازن أسلحتها، وطرد قياداتها من الشمال السوري، إلى فنادق في أنطاكيا وإسطنبول.

وتملك السعودية أكبر مخزون من هذه الصواريخ يتجاوز العشرين ألف صاروخ، من الجيل الثالث، بوسعها اللجوء إليها في الحرب التي تقودها على سورية. وخلال الأيام الماضية، تراجع مستوى الدعم الإسرائيلي لـ(جبهة النصرة) وعمليات المجموعات المسلحة في قطاع القنيطرة. وافتقد المسلحون خلال معركة تل قبع والتل الأحمر، التمهيد المدفعي الإسرائيلي، الذي سمح لهم، في الأشهر الماضية، بالتقدم نحو خان أرنبة، واحتلال بعض التلال الاستراتيجية.

وتقول معلومات أمنية غربية إن الإسرائيليين عرفوا من الروس أن (حزب الله) قد حصل على نظام صواريخ (سام 22) المتعدد المهام، للدفاع الجوي والقصف المدفعي. وطلب الإسرائيليون من الروس العمل على منع حصول (حزب الله)، على المزيد منها، أو من صواريخ (ياخونت بي 800) المضادة للسفن التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، ما يجعل موانئ إسرائيل وقواعدها البحرية في مرمى ترسانة (حزب الله) الصاروخية.

عن (السفير)

العدد 1105 - 01/5/2024