كلمة الجبهة الوطنية التقدمية…عثمان: محاربة الإرهاب الظلامي التكفيري

 ألقى الرفيق غسان عبد العزيز عثمان، الأمين العام لحزب العهد الوطني، كلمة الجبهة الوطنية التقدمية، قال فيها:

الرفيق حنين نمر، الأمين العام

للحزب الشيوعي السوري الموحد!

السيدات والسادة الحضور!

الرفاق أعضاء المؤتمر!

أحييكم أجمل تحية وأنتم تفتتحون أعمال مؤتمركم الثاني عشر، ونثمّن عالياً اختياركم شعار المؤتمر (الدفاع عن الوطن ومكافحة الإرهاب) مكثفين بهذا الشعار المهام الملقاة على عاتق السوريين لرد التحدي القائم وجميع المخاطر التي حاقت وتحيق بوطننا الغالي الجمهورية العربية السورية.

وأقدّر عالياً رؤاكم الفكرية والمنسوب العالي في الالتزام النظري والسلوك العملي وسعيكم لإنجاز وحدة الشيوعيين، وأنتم ونحن رفاق درب طويل منذ ثلاثينيات القرن العشرين، ولم نكن عبر هذه العقود طارئين على الكفاح المشترك ضد الاستعمار والاستغلال والظلم الطبقي، ولم نكن عابرين للحياة السياسة والحزبية، بل مثّل حزبانا التجربة الحزبية الديمقراطية بأبهى صورها في الخمسينيات ومطلع الستينيات، كنا الصوت والصدى للنضال الاجتماعي والديمقراطية.

ويطيب لي أيها الرفاق في الحزب الشيوعي أن أنوه بالتاريخ الكفاحي والنضالي لحزبكم العريق، وبالعلاقات التي ربطت حزبينا، والتي شهدت مواقف موحدة من قضيتي الصراع ضد الاحتلال الفرنسي، ومقاومة الظلم أينما وجد، وهو شعار حزبنا، حزب الشباب ومؤسسه الراحل عثمان الحوراني، فقد ازدادت وتعمقت علاقاتنا، وكنا في خندق واحد معاد للأحلاف الاستعمارية والقواعد العسكرية وامتيازات المحتل.

وأؤكد أن النضال على الصعيد الاجتماعي ودفاعنا عن الفلاحين في ريفنا العربي السوري، كان يحمل الرسالة الطبقية ذاتها لحزبكم، ونثمّن هنا امتلاككم النظرية العلمية، وقراءتكم المادية لسيرورة التاريخ، وقوانين تطوره وتقدمه، وقد كنا في مواقف كثيرة من التطبيق العملي لهذا الفكر الإنساني العظيم.

لقد شهدت العقود التي أعقبت الاستقلال تعاوناً بيننا وتحالفاً في مواجهة الظلم والاستغلال والاستعباد الطبقي والديكتاتورية، وكنا أكثر المناضلين للحفاظ على الديمقراطية والحرية، ونجحنا تحت قبة البرلمان في انتزاع العديد من القوانين، التي خدمت وتخدم جموع الكادحين في الريف والمدينة، وتعمق هذا التحالف وشكّل أساساً لنجاح أكبر تمثل في قيام الجبهة الوطنية التقدمية، وكنا وإياكم من المؤسسين الفاعلين العاملين على نجاحها، حاضنة للحياة السياسية ورافعة للعمل الوطني لإنجاز معركتي التحرير والبناء.

وهنا لابد من القول وبصوت عال: إن قيام الجبهة الوطنية كان الإنجاز الأهم للحركة التصحيحية، وقائدها الراحل الرئيس الخالد حافظ الأسد، على الصعيد الداخلي، وعلى صعيد العمل السياسي، وكانت الجبهة ومازالت وفيّة لهذا الدور الريادي لها في تماسك الجبهة الداخلية، وتعزيز الوحدة الوطنية، والمساهمة في البناء والإعمار، ومكافحة الفساد والدعوة وبكل إلحاح لإنجاز الإصلاح الشامل.

وقد حرص سيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية، وطوال عقد ونصف من الزمان، على إعطاء الجبهة وأحزابها، ما يسهم في تقدم العمل ويزيد من فاعليته واستمراره ووصوله إلى ما نسعى إليه، من تعاون كامل في كل الميادين والساحات، ولتظل الجبهة الوطنية التقدمية الحاضنة والرافعة للعمل السياسي والحزبي والوطني.

واليوم يقع على كاهلنا محاربة الإرهاب الظلامي التكفيري، في مهمة وطنية هي الأنبل، إذ تمكنت جبهة أعداء سورية من توظيفه في استهداف الدولة والمجتمع، وها نحن بعد صمود قواتنا المسلحة وجيشنا البطل لسنوات أربع، نقف على مشارف النصر الكبير في الحرب على الإرهاب، ويقف معنا ويشاركنا أصدقاء أوفياء، نقدر ونثمن ونحيي قراراتهم الحربية منها والسياسية.

ونرى في القرار الجريء والحازم للقيادة الروسية استكمالاً لمعونات كثيرة من قبل، وتتويجاً لصداقة سورية روسية عميقة الجذور، متعددة الأهداف، يحكمها التقدير والاحترام المتبادلين والمصالح المشتركة.

ونعلم أيها الرفاق أن المعركة طويلة، ولكنها حاسمة وقاسية على نفوسنا وأرواحنا وثرواتنا واقتصاد بلدنا، لأنه الخيار الأصعب، وليس أمامنا إلا الانتصار على الإرهاب الظلامي التكفيري الممول والمدعوم من حراس النفط الخليجي وسلطانهم أردوغان والغرب الاستعماري.. ونرى أن الحل السياسي الوطني هو الذي يعيد لسورية الحبيبة أمنها واستقرارها وحرية قرارها وسيادتها واستقلالها ووحدتها وطناً لجميع أبنائها.

أيها الرفاق.. أيتها الرفيقات!

باسم أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وباسم حزب العهد الوطني، أتمنى لمؤتمركم النجاح الكامل، والخروج بقرارات تليق بتاريخكم النضالي، وأؤكد أن أي نجاح لحزب جبهوي هو نجاح لأحزاب الجبهة كلها.

تحية إجلال وإكبار لأرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم لينعم وطنهم بالأمن والسلام.

تحية لجيشنا البطل وقواتنا المسلحة الباسلة.. تحية لجرحانا وضحايا الحرب من مدنيين وعسكريين.. الخزي والعار لأعداء سورية من غرب استعماري، وحكام عرب امتهنوا الخيانة وباعوا أنفسهم للشيطان.. تحية للجولان العربي السوري وأهله الصامدين.. تحية للتحالف الوثيق السوري الروسي الإيراني لمحاربة الفساد.. تحية للقائد الرمز، ضمانة وحدة سورية السيد الرئيس بشار الأسد.

العدد 1107 - 22/5/2024