كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي….عزوز: سورية تستحق منا كل التضحيات

 ألقى الرفيق شعبان عزوز، عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس مكتب العمال القطري، كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي، جاء فيها:

أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق.. أعضاء المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد..

أحييكم جميعاً، وأوجه من خلالكم التحية إلى مناضلي حزبكم العريق، ويشرفني أن أنقل لكم تحيات قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وتمنياتها لكم بالتوفيق والنجاح والاستمرار في مسيرة بناء الوطن وعزته وشموخه.

إن تزامن انعقاد المؤتمر مع الاحتفال بالذكرى الحادية والتسعين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري، التي كانت سنوات مليئة بالنضال والعرق والدم، من أجل الدفاع عن الوطن والمواطن، وحاملاً نبض الجماهير الشعبية في كل مراحل نضاله، لهي صفحات مشرفة في تاريخ هذا الحزب الوطني العريق.

إن انعقاد المؤتمر في ظل ظروف حرب كونية واجهتها، ولاتزال، سورية الوطن تواجهها، إنما هو رسالة تقول للعالم إن مسيرة السوريين مستمرة من أجل بناء وطنهم، واستمرار مسيرة العطاء والبناء التي كانت نتاج سياسات وطنية حكيمة وضع أسسها القائد المؤسس حافظ الأسد باني سورية الحديثة، الذي كان له الفضل الكبير في قيام الجبهة الوطنية التقدمية، التي ضمت في صفوفها تحالف القوى الوطنية والتقدمية، والتي كان فيها حزب البعث العربي الاشتراكي، والحزب الشيوعي السوري، وباقي الأحزاب والقوى القومية والوطنية حلفاء صادقين في الغيرة على الوطن، والنضال من أجل عزته وازدهاره.. ورغم أن التآمر على سورية لم يتوقف منذ عهد الاستقلال عام ،1946 إلا أن وتيرة التآمر تصاعدت بعد حرب تشرين التحريرية المجيدة، التي كانت أولى ثمار قيام الجبهة الوطنية التقدمية.

وظلت مخططات التآمر مستمرة، تارة بالحرب والمواجهة العسكرية، وفي حالات كثيرة حرب اقتصادية وعقوبات لامست لقمة عيش المواطن ومقومات حياته.

لقد تساءلنا وتساءل الكثير من الوطنيين والتقدميين في العالم منذ عام 2011: لماذا استهداف سورية؟ ولماذا استهداف الرئيس بشار الأسد؟

ورغم التضليل  الإعلامي، وخصوصاً في عامي 2011-2012 الذي أعمى البصر والبصيرة لدى الكثير من السوريين، والذي صوّر هذه الحرب القذرة على أنها ثورة من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا أن التبصر بالأمور يظهر أنها كانت شعارات حق يراد بها باطل، لأن من رفع هذه الشعارات وتبناها ودافع عنها من الدول والقوى الخارجية هم أبعد الناس عن هذه الشعارات، وأكثرهم انتهاكاً لها، سواء دول الغرب الاستعماري وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، أو حكومات دول المنطقة مثل تركيا، وأنظمة الخليج العربي المتخلفة والرجعية، التي لا تعرف شيئاً عن هذه الشعارات.

وجاء خطاب السيد الرئيس بشار الأسد في 6/1/،2013 ليؤكد أن سورية ستبقى حرة سيدة، لا ترضى الخنوع ولا تقبل الوصاية، تقبل النصيحة ولا تقبل الإملاء، تقبل المساعدة ولكنها لا تقبل الاستعباد، وأن الصراع هو بين الوطن وأعدائه، بين الشعب والقتلة المجرمين، وأن الوطن للجميع ندافع عنه جميعاً، كل بما يستطيع ويملك، وأن سورية عصية على الانهيار، وشعبها عصي على الخنوع والذل.

واليوم.. بعد خمس سنوات من الحرب الظالمة التي لانزال نشهد أن المخططين لهذه الحرب، والمنفذين والممولين لم يتغيروا، والتي تسببت بتدمير كبير لاقتصادنا الوطني والبنى التحتية، التي وصلت فيها سورية إلى درجة متطورة من النمو والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والخدمي والزراعي والصناعي والتعليمي والصحي وغيرها، وتحقق فيها الاكتفاء الذاتي وخصوصاً الأمن الغذائي، وانتقلت سورية من بلد مستورد للكثير من الاحتياجات إلى بلد مصدّر، ورغم انتقادنا جميعاً لبعض السياسات الاقتصادية والاجتماعية، لكن لا أحد  ينكر أننا وصلنا في نهاية عام 2010 بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد إلى هذا المستوى من التطور بالاعتماد على مواردنا الذاتية، وعلى عرق السوريين ودمائهم، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن سورية دخلت الحرب في عام 2011 ولم تكن مدينة لأي أحد في العالم بدولار واحد، لا لصندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أو الاتحاد الأوربي أو أي جهة مانحة في العالم، وكانت عجلة البناء والإعمار والتطور تسير بسواعد السوريين القوية وعقولهم النيرة، لذلك استُهدفت سورية واستُهدفت مقدراتها واستُهدف شعبها وجيشها وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد، الذي حدد أولويات المرحلة في خطاب القسم (بأن تكون محاربة الفساد هي أولوية المرحلة القادمة في مؤسسات الدولة والمجتمع ككل، وأن يكون إعادة الإعمار هو عنوان اقتصاد المرحلة المقبلة، والاستمرار بدعم القطاع العام الصناعي والزراعي، باعتبارهما يشكلان الرافعة الأساسية للاقتصاد السوري وتعزيز العمل المؤسساتي عبر تكافؤ الفرص وإلغاء المحسوبيات وتسخير جهودنا جميعاً من أجل دعم قواتنا المسلحة البطلة، ورعاية أسر الشهداء وإعادة المخطوفين والمفقودين والمهجرين إلى منازلهم، وتوفير فرص العمل لتأمين المستلزمات الأساسية للعيش الكريم، فسورية تستحق منا كل الجهد والعرق والعمل، ونحن يجب أن لا نبخل عليها بشيء كما لم يبخل أبطالنا بدمائهم وأرواحهم).

أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق!

إن التحولات الكبيرة التي نراها اليوم تجاه وطننا، والتي ما كان لها أن تتحقق لولا الصمود الأسطوري للشعب السوري العظيم، وللجيش العربي السوري البطل، ولربان السفينة الذي قادها بكل حكمة وشجاعة واقتدار السيد الرئيس بشار الأسد.

مطلوب منا اليوم الوقوف إلى جانب جيشنا البطل، وقفة رجل واحد، لحماية أرضنا وعرضنا، في وجه القتلة المجرمين المتطرفين الإرهابيين، كي لا تذهب دماء الشهداء التي روت أرض الوطن هدراً.

نتوجه بالتحية والتقدير للدول الصديقة التي وقفت منذ بداية الحرب إلى جانب سورية، وخصوصاً روسيا الصديقة شعباً وجيشاً، بقيادة السيد الرئيس فلاديمير بوتين، وإيران الشقيقة قيادة وشعباً، والمقاومة اللبنانية البطلة بقيادة سماحة السيد حسن نصرالله، والصين، وفنزويلا، وكوبا، وكوريا، وبيلاروسيا، والهند، وجنوب إفريقيا، والبرازيل، وكل أحرار العالم من أحزاب وشخصيات وقفت إلى جانب سورية في مواجهة هذه الحرب الظالمة.. (وسيبقى الجولان لنا، وفلسطين قضيتنا التي لا نتنازل عنها).

أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق.. أعضاء المؤتمر:

أكرر التهنئة لكم بانعقاد المؤتمر، متمنياً لكم النجاح والتوفيق، متمسكين بشعار (الدفاع عن الوطن والمواطن ومواجهة الإرهاب).

العدد 1107 - 22/5/2024