كلمة الأحزاب الشيوعية العربية….خضير: ندعم تطلعات الشعب السوري

 ألقى الرفيق بسام محيي خضير، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، كلمة الأحزاب الشيوعية العربية، جاء فيها:

الرفيقات العزيزات..

الرفاق الأعزاء!

الحضور الكرام!

اسمحوا لنا باسم الأحزاب الشيوعية والعمالية العربية أن نتقدم إليكم بأحر التحيات الرفاقية الصادقة، مقرونة بأحلى الأمنيات لنجاح أعمال المؤتمر الثاني عشر لحزبكم المناضل، الحزب الشيوعي السوري الموحد، متمنين لكم النجاح في أعماله، وأن يكون محطة حقيقية ومناسبة حزبية لتقييم نشاط الحزب على الصعد السياسية والفكرية والتنظيمية، والخروج بقرارات تخدم عملكم اللاحق، وتعزز من دوركم النضالي في الساحة السياسية السورية، وتقوي تأثيركم الجماهيري، وترفع من كفاءاتكم في مواجهة التحديات القادمة، وتوسع من نفوذكم الجماهيري بين مختلف الأوساط والفئات الاجتماعية، لتحقيق أهدافكم النبيلة.

أعزاءنا..

يأتي انعقاد مؤتمركم، وبلادكم سورية العزيزة تمر في ظروف بالغة التعقيد والخطورة، وهي تخوض حرباً وطنية كبرى ضد الإرهاب، الذي يعد أعتى وأشرس عدو للإنسانية والحضارة، ويمارس أساليب بربرية ووحشية لم يعرفها التاريخ، وهو يتلقى الدعم من قوى خارجية لا تريد لسورية وشعبها الخير، بل تريد إجهاض الدولة الوطنية ووقف عجلة التقدم وتكريس الأفكار التكفيرية المعادية للحريات العامة والتقدم الاجتماعي.

الحضور الكرام..

شهدت التطورات السياسية في البلدان العربية مؤخراً حراكاً جماهيرياً واسعاً، وانطلقت تلك الهبّات الجماهيرية والشعبية في العراق ولبنان تعبيراً طبيعياً للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العميقة، وسوء إدارة الدولة والإمعان في سياسات التهميش والإقصاء وانتهاك حقوق الإنسان وتقويض الحريات العامة بالضد من إرادات الشعوب ورفضاً لنهج الحكم الطائفي.

وما كانت الهبة الفلسطينية إلا تعبيراً عن رفض كل أشكال السياسات العدوانية الهجمية للعدو الإسرائيلي المحتل، الذي راح يتفنن في أساليب القتل والتعذيب للفلسطينيين المنتفضين، ما يستدعي تعزيز وحدة الصف الفلسطيني وتقويته وزيادة التضامن مع نضالاته من أجل حقوقه المشروعة بإيقاف الاستيطان والتهويد، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وضمان حق العودة وتقرير المصير.

ولابد من الإشادة بدور شعوبنا العربية في الأردن ومصر والسودان واليمن وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والخليج في النضال من أجل تحقيق المزيد من الحرية والمساواة والعدالة والدفاع عن سيادتها واستقلالها، ونبذ التطرف والعنف والطائفية، والتوق نحو الديمقراطية على أساس المواطنة الحقة.

رفاقنا.. رفيقاتنا..

لابد من التأكيد أن سياسة مكافحة الإرهاب للشعبين العراقي والسوري والمناطق الأخرى لا يمكن أن تمر دون تجميع كل القوى الخيّرة المحبة للسلام والإنسانية لمواجهة مخاطر الإرهاب.. وبضمن ذلك الجهد الدولي.. ففي الوقت الذي نطالب فيه بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، لا نرى في المساعدات الروسية ما يتناقض في أهدافها وتطلعاتها في محاربة الإرهاب وداعش من خلال (التحالف الرباعي)، ما دام ذلك يتلاءم مع القانون الدولي، واحترام سيادة البلاد واستقلالها، ويعزز قدرات الشعبين السوري والعراقي في الخلاص من القوى الإرهابية وعودة بلديهما آمنين.

ولاتزال القوى الإمبريالية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، الممثل الأكبر للنظام الرأسمالي، تمارس دوراً معادياً لتطلعات الشعوب وطموحاتها، وتحاول تمرير مخططاتها وسياساتها لتؤمن مصالحها وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية بما يخدم مصالح حلفائها وخاصة إسرائيل.

أعزاءنا..

نحن نعبر عن كامل دعمنا لتطلعات الشعب السوري في الخلاص من الإرهاب، وحقه في حياة آمنة، ونؤكد ضرورة احترام إرادته في اختيار مستقبــــــــــله السياسي والاجتماعي، ونؤيد الحلول السياسية عبر الحوار بين السوريين لتعزيز الوحدة الوطنية، وعودة النازحين والمهجرين والمهاجرين إلى ديــــــارهم، وحــــــــق الشعب السوري في بنــــــــــاء دولته الديمقراطية عـــــــــــــــلى قاعدة العدالة الاجتماعية.

فألف تحية للرفاق في الحزب الشيوعي السوري الموحد، وكل النجاح لأعمال مؤتمره العام الثاني عشر!

المجد والخلود لشهداء شعوبنا على طريق التحرر والحرية.

العدد 1107 - 22/5/2024