أسعار سوق البالة في اللاذقية تضاهي محلات الألبسة الجديدة

 لا يغيب عن أنظار المتجول في شوارع اللاذقية الإقبال الكبير على محلات الألبسة لشراء الثياب الشتوية الجديدة بموديلاتها الحديثة، فترى المستهلكين يجوبون شوارع المدينة شرقاً وغرباً للبحث عما يناسب مداخيلهم لاقتناء الأجمل بالسعر الأنسب، لكن خيبة أمل فظيعة سرعان ما تصيبهم بعد فحشاء الأسعار التي طالت كل كبيرة وصغيرة من المنتجات الوطنية والمستوردة في قطاع الألبسة، فلا يملكون إلا أن يتوجهوا إلى منافذ بيع الألبسة المستعملة أي (البالة)، فهناك عالم آخر للتسوق يسمى ملجأ أصحاب الدخل المحدود والدروايش والطلبة الجامعيين، إضافة إلى جمهور كبير من الموظفين في القطاعين العام والخاص، سواء كانوا على رأس عملهم أم أحيلوا على دكة التقاعد، هم من قاصدي أسواق البالة، ففيها يجدون كل ما يحتاجونه من مستلزمات الهندام بدءاً من الأحذية العادية والرياضية والكنزات والقمصان والجاكيتات والألبسة الداخلية والطقم الرسمية والبيجامات وبنطلونات الجينز انتهاء بالقبعات وغيرها، وبأسعار تناسب ما يحملونه من نقود، إلا أن مفاجأة كبرى سرعان ما اخترقت هذا العالم الآخر (البالة) برزت بتغيير سياسات الأسعار التي كان يتعامل بها عن ذي قبل، فمن خلال جولة (النور) على أسواق البالة، لاحظت انخفاضاً في أعداد مرتاديها.

 وبسؤال أحدهم عن السبب أوضح قائلاً: (منذ أكثر من عام شهدت البالة انتعاشاً كبيراً في استقطاب فئة كبيرة من المواطنين لشراء حاجاتهم من هنا، فالسوق مزدحم دوماً نظراً للأسعار المعقولة والبضاعة الجيدة التي تناسب كل عائلات الدخل المحدود، أما في الوقت الحالي فقد انحسرت الحركة إلى نسبة أقل من 20% وذلك على خلفية قيام بائعي بضائع البالة برفع أسعارها إلى حد جنوني يضاهي سعر المنتجات الجديدة في وكالات الألبسة الأجنبية والمصنعة محلياً.

شاب آخر كان واقفاً مع البائع وبيده كنزه (كُمّ) يتوسل إليه لكي يحسم له جزءاً قليلاً من ثمنها قائلاً (1500 والله كتير)، فيجيبه البائع (الدولار مرتفع يا رجل، وكأنك مو من ها البلاد) فما كان من الشاب إلا أن ترك الكنزة وغادر المكان مكسور الخاطر!

دون إذن مسبق أصبح ارتفاع سعر الدولار ذريعة أهل الكار في كل شيء يجري بيعه للمواطن في سوق البالة المستعملة التي لا تخضع لعمليات استيراد نظامية، فأغلب هذه البضائع تُهرّب عبر الحدود بواسطة سيارات السفر المخصصة لنقل الركاب من الدول المجاورة خاصة لبنان والأردن، ثم تدخل البضائع دون رقابة جمركية إلى المحال المخصصة ثم يجري ترويجها وبيعها للمواطن بأسعار تتكيف مع مدخوله المعيشي.

ما نريد قوله ختاماً إن سوق البالة الآن لم يعد يختلف كثيراً عن باقي محال الألبسة الأخرى من حيث ارتفاع الأسعار التي أثقلت حياة المواطن السوري، الذي فضل الجلوس في المنزل والاكتفاء بارتداء ثياب السنة الماضية…

العدد 1107 - 22/5/2024