الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشـتراكية العظمى..الشيوعيون في العالم يحتفلون ويتحاورون

 ليست هي المرة الأولى التي يحتفل فيها شيوعيو العالم بذكرى ثورة  أكتوبر الاشتراكية العظمى بعد انهيار التجربة السوفييتية، لكن موسكو هذا العام كانت اللؤلؤة المزدانة بالنور ، فعجت بمظاهر الفرح والعروض المختلفة التي دأبت أجيال وأجيال على التفاخر بها، وهم يرفضون في أعماق قلوبهم الإقرار بالنكسة التي أصابت ثورتهم الخالدة.

موسكو هذا العام ليست مثلها في أي عام سبق، فقد استعادت مركزها المعنوي في الصدارة بين صفوف أمم الأرض.. إنها موسكو التي تستعيد ماضيها الجميل، وتفتح قلبها وصدرها للبشرية، وهي التي ضحت، وما تزال، بأرواح أعداد كبيرة من أبنائها ثمناً لحرية الشعوب واستقلالها. موسكو هذه ماتزال تفاخر اليوم بكونها عاصمة الثقافة والفن والأدب بين شعوب الأرض.

الزائر في موسكو، عشية اليوم المجيد، يوم 7 تشرين الثاني، يحس أنه يعيش لحظة من لحظات ولادة التاريخ، إنه التاريخ الذي أطلق فيه الطراد (أورورا) مدافعه إذاناً بانطلاق ثورة أكتوبر العظيمة التي غيّرت مجرى التاريخ.

وتلبية لدعوة الحزب الشيوعي الروسي وريث حزب لينين، وفي إطار الاحتفالات بالذكرى المئوية للثورة المجيدة، عقد الاجتماع التاسع عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية،حيث وفد إلى موسكو ولينينغراد ممثلو 103 أحزاب من قارات الدنيا الخمس، وهو رقم قياسي يدل على تعاظم الروابط بين هذه الأحزاب، والأهمية القصوى التي تترتب على تلاحمهم بالاستناد إلى الفكر الماركسي اللينيني.

وأكد الرفيق زوغانوف، الأمين العام للحزب الشيوعي المضيف، في خطاباته التي ألقاها أمام رؤساء الوفود الشيوعية المشاركة، وفي الاجتماع الختامي مع أعضاء الوفود، على نقاط أساسية، تركزت حول وحدة نضال الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية، وعلى لجم السياسات العدوانية للامبريالية الأمريكية .

وفي لقائنا معه، ركز الرفيق زوغانوف على أهمية الوحدة بين الشيوعيين، لمجابهة الأوضاع الصعبة التي تمر بها سورية.

إضافة إلى البرنامج الاحتفالي في يوم الذكرى المئوية للثورة الاشتراكية العظمى، كان هناك العديد من اللقاءات والندوات الفكرية على مستوى ثنائي وجماعي، وكان أبرزها الملتقى الفكري للأحزاب الشيوعية والاشتراكية في بلدان حركة التحرر الوطني، الذي أكد ضرورة التضامن بوجه الرأسمالية العالمية، التي تتخذ شكلاً شرساً في المرحلة الحالية رغم الضربات والخسائر التي تتلقاها من فصائل حركة التحرر الوطني، وقد أكدت المداخلات أن على هذه الحركة، لكي تستكمل مهام التحرر الوطني وتنطلق باتجاه التحول الاجتماعي التقدمي، أن تأخذ خصوصيات كل بلد بالحسبان، وأن تعزز الحريات العامة وتعطي أهمية خاصة لتحسين مستوى الأوضاع المعيشية للناس، ووضع الأسس لبناء اقتصاد وطني مستقل ومنتج. ولم تغفل مداخلات المندوبين ضرورة تعزيز الروابط بين الأحزاب الشيوعية وأحزاب وقوى حركات التحرر الوطني في العالم، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المسيرة الكفاحية الطويلة الساعية إلى الحرية والاشتراكية في العالم.

إن الاجتماع العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية التاسع عشر الذي انعقد في موسكو، بالترافق مع الذكرى المئوية الأولى لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، قد حقق نجاحاً كبيراً من حيث عدد الأحزاب التي شاركت فيه وعمق المداخلات التي قدمت فيه.

وستقوم لجنة المتابعة بتحديد المكان والزمان الذي سيعقد فيه الاجتماع العشرون للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في العام القادم.

العدد 1105 - 01/5/2024