العـمل النقابي وثقافة التطوع بدورة تثقيفية في حلب

 بمناسبة عيدي العمال والشهداء، أقام مكتب الشباب والطلاب في منطقية حلب لحزبنا الشيوعي السوري الموحد دورة تثقيفية توزعت مواضيعها حول بعض مفاهيم الفكر السياسي وبعض مفاهيم العمل الميداني المجتمعي، ركزت في اليوم الأول على أدبيات العمل النقابي في مجال طلبة الجامعات والمعاهد، وفي اليوم الثاني على ثقافة التطوع وإشكالياته في مجتمعنا.

قدّم الرفيق فراس سيريس الجزء النظري للعمل بين الطلاب، مبتدئاً بتعريف النقابة على أنها مجموعة عناصر تمثل فئة رمزية من المجتمع (طلاباً، معلمين الخ) تلتقي لتحقيق أهداف ومصالح مشتركة تخدم هذه الفئة، ولكل نقابة عادة نظام داخلي يحكمها ويحدد أهدافها وحقوق الأعضاء وواجباتهم فيها. ثم شرح سمات الشخصية النقابية، وهي أن: النقابي شخصية قيادية، شخصية اجتماعية، شخصية إعلامية، صاحب ثقافة وفكر، يعالج القضايا بأسلوب علمي، وصاحب خبرة ودراية، صاحب مبادرة، قادر على التكيف والتلاؤم، وهو شخصية طموحة. بعد ذلك انتقل لمناقشة مبادئ العمل النقابي وأدبياته، مع الحضور، ونعددها هنا للفائدة:

مبدأ الاقتناع بالعمل النقابي وثقافة التطوع، الذاتية الإيجابية، الديمقراطية المركزية، القيادة الجماعية، العمل الجماعي، المسئولية الفردية، المراقبة والمحاسبة، النقد والنقد الذاتي، تقبل الرأي المعارض، موضوعية الاختيار.

وبعد أن عرض أدبيات العمل النقابي وصفات الشخصية النقابية أورد وقائع ميدانية عن العمل بين الطلبة، نعرضها بتكثيف:

1- يرتكز العمل بين الطلاب أولاً على معرفة الهموم والمشاكل والقضايا التي تعيق العملية التعليمية بمنظورهم وفق أسس موضوعية علماً أن المشاكل متعددة وغير متشابهة وتكون أحياناً معقدة وتحتاج إلى متابعة.

مما يستدعي أن يكون النقابي الناشط في اتحاد الطلبة ذا خبرة وحنكة وعلاقات جيدة وحميمية مع المسؤولين في الجامعة، فيوجه هذه المشكلة نحو الشخص المناسب القادر على حلها.

2- أن يمتلك النقابي ثقافة التطوع والمبادرة ويبتعد عن الأنانية تماماً.

3- أن يلبي اهتمامات جموع الطلبة واحتياجاتهم من ندوات ثقافية وأمسيات فنية وأدبية وورشات معلوماتية تخدم تحصيلهم العلمي.

4- أن لا يتخلى عن حقوق الطلبة، فالطالب له الحق الأول في كل شيء.

5- أن يكون صاحب حجة مقنعة أمام كل مشكلة يدافع بها عن الطلبة.

إن كل ما عُرض يشكل الهالة الجماهيرية حول النقابي الناجح، إضافة إلى طريقة التعامل والأسلوب الإيجابي مع الطلبة.

في اليوم الثاني قدم الرفيق غيث كيالي جهداً متميزاً في دورة (ثقافة التطوع) من جزأين نظري وتطبيقي، رافقه عرض فيديو لتحسين توصيل الأفكار. فعرف العمل التطوعي بأنه:

(تخصيص وقت وجهد، بشكل إرادي حر، ودون الحصول على أرباح مادية، لمساعدة الآخرين والإسهام في تحقيق النفع العام/ الصالح العام)، ولعل قيمة هذا التعريف ترجع في أحد أبعادها إلى توسيع معنى التطوع ليضم أشكالاً متعددة من التطوع، لا تقتصر فقط على أشكال التطوع النظامي داخل منظمات لها إطار مؤسسي وقانوني، وإنما تشمل أيضًا أشكال التطوع غير النظامية والتي تنفّذ بشكل تلقائي، وفي إطار لا ينظمه القانون في بعض المجتمعات المحلية..

ثم تطرق لإشكاليات العمل التطوعي، وخلص إلى أن العمل التطوعي يواجه العديد من الإشكاليات التي يرتبط بعضها بالثقافة السياسية للمجتمع، ومحدودية الدور الذي تؤديه مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة، وعدم توافر بيئة تشريعية مهيئة وداعمة للتطوع وثقافة التطوع، وأخيراً إشكاليات ترتبط بضعف بناء قدرات المتطوعين من ناحية التدريب والتشبيك. وعلى الرغم من أنه يمكن تسجيل بعض الجهود للتغلب على بعض هذه الإشكاليات، إلا أنها جهود متناثرة لا تنتظم في رؤية واضحة واستراتيجية محددة لدعم التطوع وثقافة التطوع, تضمنت الدورة جلسات نقاش تفاعلي في كلا اليومين، أجاب فيها الرفيق هيثم الشعار عضو اللجنة المركزية عن أسئلة حضور الدورة واستفساراتهم حول فكر حزبنا السياسي.

مكتب الشباب والطلاب في منظمة حلب

العدد 1107 - 22/5/2024