صفعة للسلام.. تتطلب المواجهة

اعتداء جديد ينضم إلى سلسلة الاعتداءات الأمريكية على الشعب الفلسطيني خصوصاً، وعلى جميع الشرفاء والأحرار في العالم عموماً، بإعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمةًلدولة إسرائيل المزعومة.

لقد شكّل هذا القرار صفعة لكل المعوّلين على السلام مع هذا الكيان الغاصب، هذا السلام الذي لم يكن سوى إعلان للاستسلام بطريقة مجملة.

يوماًبعد يوم تؤكد الإمبريالية الأمريكية لا مبالاتها بجميع القرارات والمواثيق الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، فتستخدم كل الطرق الممكنة لدعم ذراعها في الشرق(الكيان الصهيوني).

لقد بيّن هذا القرار بما لا مجال للشك أن التفاوض مع هذا الاحتلال وداعميه هو جريمة بحق الشعب الفلسطيني ومحبي فلسطين في العالم، وأكد ان الحل الوحيد هو المقاومة حتى خروج آخر معتدٍغاصب، وأستذكر هنا قول الرفيق فيديل كاسترو عندما سئل عن رأيه في المفاوضات مع الكيان الصهيوني فقال: (أنا لا أفهم هذه المفاوضات، لو كنت أنا لفاوضت الصهاينة كيف يريدون الرحيل براًأم بحراًأم جواً).

إن البندقية هي الحل مع من اعتدى واغتصب ونكل، لا مجال للنضال السلمي فما أخذ بالقوة والدم لن يُسترجَع بوهم المفاوضات المرعية من كل الدول الإمبريالية الداعمة لمصالح الكيان المحتل.

إن وقاحة ترامب لم تكن لتظهر بهذه القوة لولا موافقة ميسرة من قبل قيادات بعض الدول العربية التى هزأت برأي شعوبها ومشاعرهم وما تعنيه القدس لهم، تزامن ذلك مع غرق بعض الدول الأخرى بفيضان (الربيع العربي)الذي استهلك قواها، فجاءت ردات الفعل تجاه ذلك القرار المشين باستنكار من هنا، وإدانة من هناك،ولم ترقَردات الفعل الخجولة هذه إلى مستوى ذاك الحدث الجلل.

إن كل ما جرى يتطلب اليوم وحدة الفصائل الفلسطينية لمواجهة هذا العدوان الجديد، ورفض كل الاتفاقيات السابقة مع الاحتلال، وعلى رأسها اتفاقية أوسلو، وإعادة إحياء المقاومة الفعالة بكل أشكالها، والعمل على خلق انتفاضة جديدة تذكر العالم بأن الكرامة الفلسطينية لا تمس ولا تغتصب بتلك السهولة.

كما أن وحدة حركات التحرر في العالم، والأحزاب المناهضة للإمبريالية،ووحدة الشعوب الداعمة للقضية الفلسطينية هي من أهم الوسائل للضغط عربياًوعالمياًعلى الكيان الصهيوني ورعاته.

كما يتطلب الأمر منا تفعيل مقاطعة أقلها على الصعيدين السياسي والاقتصادي،للإمبريالية الأمريكية، ومقاطعة شاملة للعدو الصهيوني، علنا نقدر على وضع حجر في بناء دعامة للقضية الفلسطينية، حقنا المسلوب،ولنكن كما قال الرفيق وديع حداد (وراء العدو في كل مكان).

العدد 1105 - 01/5/2024