رأي الحزب الشيوعي السوري الموحد في التقرير السـياسي لقيادة الجبهة

الرفيق عمران الزعبي المحترم نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية

الرفاق والإخوة؛

نقيّم إيجابياً التقرير السياسي المقدم، ونتقدم بالشكر الجزيل للذين أعدّوه. وقبل الدخول في تقديم عدد من الاقتراحات، لابد لنا من التعبير عن عمق احترامنا وتقديرنا للسيد الرئيس بشار الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، كما نحيي جيشنا العربي السوري الباسل صانع الانتصارات.

لقد أحاط التقرير المقدم بشكل جيد وكافٍ بكل تطورات الحرب على سورية خلال السنوات السبع، وأحسن وصف ماجرى فيها بأنه (حرب طاحنة) وجرائم إرهابية غير مسبوقة، ونضيف بأنها حربٌ تُعّد تطبيقاً عملياً لمشروع (الشرق الأوسط الجديد)، حربٌ لم يكن هدفها لا الإصلاحات ولا حقوق الإنسان-كما يدّعون- هدفها تحطيم الدولة السورية وتحقيق حلم زعماء إسرائيل بإقامة (دولة من الفرات إلى النيل)، في ظل وضع عربي معروف وبدعم ومشاركة من دول إمبريالية-استعمارية تستعمل أقصى درجات الوحشية تجاه الشعوب والدول التي ترفض الانصياع لأوامرها. ولكن سورية صمدت بشعبها وجيشها وقيادتها، وبفضل دعم ومساندة أصدقائها، مما أدى إلى تغيير موازين القوى على الأرض.

لقد دمروا وخربوا وقتلوا لكنهم فشلوا!

إن فشل أعداء سورية، دفعهم للبحث عن مبرر وهمي للحد من الانتصارات، فكان العدوان الثلاثي الأخير، الذي فشل هو أيضاً في تحقيق أهدافه، فشل نتيجة التصدي العسكري والرد القوي لجيشنا الباسل.

إن هذا الانتصار يتطلب استكمال الرد، وعلى مختلف المسارات والأصعدة، ومنها بالدرجة الأولى مسار الحل السياسي، لأن القوى المعادية ستستمر، ستتابع حربها بجميع الوسائل، وربما ستأخذ أشكالاً جديدة، وطابعاً لا يقل حدّةً وضراوة من التي جرت حتى الآن، لذلك يجب الاستفادة من الظروف التي مرت وتمرّ بها بلادنا، وأن نستفيد من صمود شعبنا وجيشنا، لتقوية عوامل الصمود والتصدي لأي عدوان محتمل، بالمزيد من رصّ جبهتها الداخلية وتعزيزها وتقويتها، من خلال تطوير نظامنا السياسي، وتحسين عمل مؤسسات دولتنا وأدائها، ومعالجة الأوضاع الداخلية، وتلبية المطالب الشعبية، والقيام بالإصلاحات الضرورية، وبضمنها تعديل القوانين بما ينسجم مع الدستور، وإعادة الإعمار وتسهيل عودة المهجّرين قسراً إلى مدنهم وقراهم، ومحاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين وتجار الحروب، ومعالجة أوضاع الموقوفين والمخطوفين والمفقودين. كما يجب العمل الجدي لإضعاف البيئة الحاضنة للمجموعات الإرهابية من وهابية وإخوان مسلمين، وتقوية دور الجبهة الوطنية التقدمية في حياة البلاد، ودعم أحزابها وخاصةً في مجالات الصحافة والإعلام والنشاط الفكري والسياسي، ومن خلال المشاركة الفعلية في معالجة جميع القضايا المطروحة في البلاد.

إن تعزيز الصمود، وتحقيق الانتصار الكامل، يقتضي الإسراع في مسار الحل السياسي، الذي يحافظ على استقلال سورية وسيادتها ووحدتها أرضاً وشعباً، ويؤدي إلى تحرير جميع أراضيها، وبضمنها الجولان المحتل، من رجس الإرهابيين والمستعمرين والغزاة، للوصول إلى بناء سورية الديمقراطية، والتعددية، العلمانية والتقدمية.

سورية ستنتصر والأعداء سيُهزَمون!

وشكراً

المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1107 - 22/5/2024