الحوار لا التخوين.. مطلب السوريين لبناء سورية الجديدة

(النور):

أثبتت تجارب الشعوب مع السلطات الديكتاتورية خلال التاريخ الحديث، أن النصر النهائي كان دائماً للشعوب المناضلة من أجل أنظمة ديمقراطية تمثل فئات الشعب المختلفة في كل بلد، وتعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتضمن مستقبل واعد للأجيال الجديدة، بالاستناد إلى دساتير ديمقراطية جوهرها مبدأ المواطنة، الذي يضمن الحقوق السياسية والاجتماعية للمواطنين، دون النظر للجنس والدين والإثنية والانتماءات السياسية.

في سورية التي انهارت فيها سلطة الحزب الواحد.. المتفرد، التي تشظت إلى سلطات عسكرية وأمنية وسياسات اقتصادية واجتماعية اتسمت بابتعادها عن المصالح العليا للوطن والشعب، تبرز اليوم أمام السلطة الجديدة الممثلة لهيئة تحرير الشام، مهام قديمة.. جديدة، تلبي طموح السوريين منذ عقود للعيش في مجتمع ديمقراطي.. تعددي يستوعب جميع أطياف الشعب السوري، في بلد موحد أرضاً وشعباً.

ويتساءل الكثيرون: هل يمكن لقادة سورية الجدد ذوو الخلفية الدينية والسياسية تلبية طموح السوريين إلى غدهم المرتجى؟

لقد أعلن القائد أحمد الشرع منذ الساعات الأولى لدخوله دمشق، بعد فرار قادة النظام المنهار، أنه سيعمل على بناء نظام ديمقراطي.. دستوري، لكن مؤشرات عدة ظهرت بعد ذلك لا تصبّ في هذا المسعى، كاختيار المسؤولين، وملاحقة فئات من المواطنين لأسباب طائفية أو مناطقية، وبدء تصنيف الناس حسب قربهم أو ابتعادهم عن النظام المنهار، وإجراء تعديلات هيكلية في بعض القطاعات الاقتصادية، وتعديلات في بعض المناهج المدرسية لا تتناسب مع الطبيعة المؤقتة للحكومة، والعمل لتنظيم (حوار) وطني نخشى أن يكون بلون واحد، لا يحقق طموحات الشعب السوري.

إننا في الحزب الشيوعي السوري الموحد، نؤكد ما سبق أن ناضلنا من أجل تحقيقه منذ عقود، هو الحوار الوطني الشامل الذي يضم جميع أطياف الشعب السوري السياسية والدينية والإثنية، هو حجر الزاوية لرسم ملامح سورية المستقبل.. الديمقراطية.. العلمانية، التي تضم جميع السوريين.

ونعمل اليوم مع قوى سياسية واجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية لتشكيل إطار سياسي واجتماعي واسع، يدعم التحول الديمقراطي عبر الحوار الوطني الشامل.

لا للتخوين.. وإطلاق الاتهامات.. والتصنيف الخاطئ بالاستناد إلى خلفيات بعيدة عن الواقع.

الحوار.. والاعتراف بالآخر.. والتوافق بين جميع أطياف الشعب السوري، هو مطلب السوريين لبناء سورية الجديدة.

العدد 1140 - 22/01/2025