السفير الأمريكي في الكيان وتنفيذ السياسة
علي شوكت:
أعلن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب لائحة بأسماء المرشحين لشغل مناصب جديدة في الإدارة الأمريكية، ومن بينهم المرشح لمنصب سفير الولايات المتحدة في الكيان الغاصب مايك هاكابي.
وما إن صدر الإعلان عن أسماء المرشحين، حتى أتحفنا هاكابي بجملة من التصريحات العنصرية حول الوضع في الشرق الأوسط وفلسطين معبّراً عن دعمه لدولة الكيان العنصرية المجرمة.
فهو يقول في اول تصريح له عن قضية ضم الضفة الغربية: (أنا لا أقرر السياسة بل أقوم بتنفيذ السياسة)، وأشار إلى أن الرئيس ترامب قدم دعماً كبيراً وغير مسبوق لإسرائيل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في ولايته الرئاسية السابقة، واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، واليوم يتابع في الطريق نفسه. وعبّر عن ذهوله لاختياره سفيراً في دولة الكيان فقال: (إنه يوم استثنائي أن يطلب مني الخدمة في هذا المنصب). وأشار في قضية دعم ضمّ أرض في الضفة الغربية يدعونها (يهوذا والسامرة) إلى (أنه لا يوجد شيء اسمه فلسطين، وأنه يؤمن فقط بحق اسرائيل في الوجود وأنه يعتبر دعم ذلك الهدف شرفاً عظيماً).
ويعتبر مايك هوكابي (69 عاماً، وحاكم سابق لولاية أركنساس (1996 – 2007) من أبرز داعمي إسرائيل والحركة الصهيونية.
وهذا إن دلنا على شيء فهو يدل على أن سياسة امريكا تجاه الكيان واحدة أيّاً كان في قمة الهرم الرئاسي جمهورياً أم ديمقراطياً. ويثبت مرة إثر مرة ومنذ أكثر من سبعين عاماً أن أمريكا هي الداعم الأكبر للكيان الصهيوني. كما يثبت أن السياسة الامريكية ثابتة حيال ذلك مهما تبدلت الظروف والمسؤولون. ويثبت أيضاً وأيضاً فشل الرهان على حيادية أمريكا في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وانحيازها الأعمى في دعم الكيان، وإبقاء أنبوب الأكسجين مفتوحاً ليتمكن من العيش والنمو والتمدد. كما يثبت أيضاً الخداع الامريكي للعرب بأوهام السلام وإنهاء الحروب في المنطقة وحل الدولتين.
في المنظور الأمريكي ليس هناك شيء اسمه حل الدولتين، وإنما هو كذبٌ وخداع ولممارسة التضليل السياسي والإعلامي، وكل من يشكّ في ذلك هو ليس واهماً فقط بل هو غبي ولا يعلم شيئاً عن المفهوم الأمريكي لتلك القضية.
الكيان هو دولة وظيفية زرعها الغرب المستعمر المتغطرس لإبقاء الصراع قائما في هذه المنطقة، وتلقفتها أمريكا تغذّيها وتدعمها وتستقوي بها على رافضي هيمنتها وسياستها وعلى وكلائها في الوقت نفسه، وعلى حدٍّ سواء.