دموع على أطفال الجولان.. أهالي مجدل شمس يرفضون تلقّي التعازي من نتنياهو ويطردون وزير ماليّته المتطرف

السويداء-معين حمد العماطوري:

لم بشهد التاريخ المعاصر أعمالاً وحشية تدميرية، مستهدفة الطفولة وبراءتها، كما هي وحشية العدو الصهيوني التي يمارسها على أطفال غزة والجولان، فهو يظهر وحشيته يوماً بعد يوم ويثبت اختراقه للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية والأخلاقية، بدعم من مدّعي الديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان والطفولة.

استيقظ اطفال الجولان السوري المحتل، يوم السبت الماضي، بعيون ملؤها الأمل لاستقبال القادم من ساعات اليوم، وتجمع عشراتٌ منهم يلعبون كرة القدم، لكن آلة الاستبداد والإجرام فاجأتهم بإطلاق صاروخ الغدر والحقد والكراهية، صاروخ بني صهيون الذي لم يجعل فرحتهم واهلهم تكتمل، بل حوّل لحظات اللهو والمرح إلى قتل وتدمير، فارتقى شهداء أكثر من عشرة أطفال لم يتجاوزوا عقدهم الأول من ربيع طفولتهم.. هؤلاء كانوا يغنون:

يا جولان ويلّي ما تهون علينا!

كانوا يحدون ويقولون للمستقبل:

جولان وأنت عزّنا.. كيد العدا ما هزّنا

لعين عينك يا وطن.. نموت ونحنا بعزّنا

لقد فعل العدو الصهيوني ما لا تفعله آلات الشر من الأبالسة والطغيان.. وانهمرت الدموع من أعين الأمهات اللواتي ثُكلن بأطفالهنّ.

وبعد ارتكاب المجزرة وصل عدد من المسؤولين في حكومة الاحتلال، بوقاحة، ليقدموا التعازي داخل بلدة مجدل شمس المحتلة، لكن أبناء مجدل شمس الأماجد، أحفاد سلطان باشا الاطرش الذي رفض الذل والتقسيم والاستسلام، وصرّح بزئير الليث الهصور: (اطلبوا الموت، توهب لكم الحياة!)، وقاوم مع ثوار سورية الأبطال الاستعمارين العثماني والفرنسي. وهؤلاء هم أبناء الجولان، أحفاده، يعملون بوصيته، فقد طردوا وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، ومسؤولين إسرائيليين آخرين، ولم يسمحوا لهم بالوصول والمشاركة في تشييع الشهداء، كما رفضوا، بإصرار، أن يتقبّلوا التعازي من نتنياهو، الذي يحاول توسيع نطاق حربه المجنونة للسيطرة على المنطقة كلّها.

يقيناً إن أرواح هؤلاء الشهداء من أطفال الجولان، بعقدهم الأول من ربيع العمر، لن تتعطر الأرض إلا باخضرار ورودهم الحمراء وابتساماتهم الوردية، وهم مضرجون بدمائهم أشلاء أشلاء.. شاهدين أمام اعين العالم والمجتمع الدولي والقوانين الإنسانية كيف تعمل آلة العدو الصهيوني بالأطفال العزّل الأبرياء.

ستبقى دماء أطفال غزة والجولان وفلسطين المكلومة، وشاح عار على جباه الصهاينة وتاريخهم الأسود المكلل بالمجازر.

الرحمة للشهداء والعزاء لأهلنا في الجولان بأطفال البراءة!

إننا واثقون أن النصر قريب ولا بدّ لليل الاحتلال أن ينجلي!

العدد 1140 - 22/01/2025