الفرصة الأخيرة
رنيم سفر:
إنها الفرصة الأخيرة لطلاب الشهادة الثانوية المقبلين على التكميلي، فرصة عليهم استغلالها كي تتحسن نتيجتهم، فتكون فرصتهم للنجاة نحو مستقبل أفضل، لأن شهادة الثانوية، كما ذكرنا في السابق، هي شهادة تحديد المصير ولعبة يطبّق عليها كل أشكال الضغط النفسي، والفرصة الأخيرة آتية على الطريق تفصلهم عنها أيام معدودات، فهل ستكون فرصة نجاة وترتفع درجاتهم، أم ستبقى على حالها كما حصل مع الذين من قبلهم؟
ومثل كل سنة في هذه الأيام، يزداد الرجاء والدعاء لرب السماء من الأهالي، سائلين اللّه أن يخفف من شدّة الأسئلة، وأن يكون المراقبون لأولادهم، في قاعات الامتحان، مراقبين رحيمين، كي يخففوا عنهم رهبة الامتحان ولا يزيدوا البكالوريا رعباً، فيكفيها ما تحمله، للطلاب وللأهالي، من القلق والرعب والهيبة، ولا حاجة لمزيد من الوقار يزيدها ثقلاً وقسوة.
وللأسف فإن نتائج التكميلية تكون أغلب الأحيان منخفضة عن السابق (الامتحان الأساسي)، نظراً لردّات الفعل المكونة سابقاً لدى الطالب ورهبة الامتحان الرادعة لنجاحه، فمع العلم أن أغلب آبائنا وأجدادنا لازمهم رعب البكالوريا مدى الحياة، وينتابهم شعور بعدم الراحة والخوف مجهول السبب في يوم إصدار النتائج، هذا الخوف والرهبة المطبقين على طلاب الشهادة الثانوية يطبقونه هم بذاتهم على طلاب شهادة التعليم الأساسي (التاسع).
في النهاية ما دام لديك من يتقد لامتحان الشهادة (أساسي أو بكالوريا)، فذلك يعني أنك ستعيش سنة لامحدودة الذعر، مهما كانت ثقتك بنفسك ومهما تمكّنت من المنهاج، هذا الذعر سيلازمك وسيبقى ذكرى غير محببة في روحك، ومع ذلك نسأل اللّه الدرجات التي يأملها كل طالب، وألا يخيب أمله ويحبط قبل بداية حياته ويحطم وتنتهي مسيرته قبل أن تبدأ.
ومثل العادة باقون على أمل التحسين!
دمتم ودمنا سالمين!