في يوم السكان العالمي.. السوريون بمساكن بلا سكون
د. عبادة دعدوش:
في الحادي عشر من تموز (يوليو)، يحتفل العالم بيوم السكان العالمي. وبينما تحتفي الأمم بتنوع السكان وتطورهم، نجد أنفسنا في سورية نُحَدّق في ظلال حرب دامية قضت على حياة عشرات الآلاف وهجّرت ملايين آخرين.
لقد حوّلت هذه الحرب منازلَنا إلى ركام، وأجبرتنا على الفرار من وطننا، تاركة وراءها جرحاً عميقاً في بنية المجتمع السوري، إذ أصبحت المساكن، التي كانت يوماً ملاذاً آمناً ومُعبّراً عن الهوية، رمزاً للدمار والتشريد. فقد دُمّرت مدنٌ بأكملها، وتحوّلت القرى إلى ركام من الركام، ودُمّرت الأحياء الأنيقة فأصبحت أطلالاً متناثرة. الكثير من السكان يُصارعون من أجل البقاء في مخيمات اللاجئين المكتظة والغارقة في الفقر والبؤس في الخارج، وبتنقلات كثيره في السكن داخل سورية الحبيبة.
الحرب والمؤامرة الخارجية دمّرت لا المسكن المادي فحسب، بل أضرّت بـ(مسكن الروح) أيضاً، إذ فُقد الإحساس بالأمان، وتزعزع شعور الانتماء والولاء للأرض والوطن، حتى أصبح عقل المواطن السوري يواجه تحدياتٍ كبيرة في بناء مستقبل مستقر ومشرق. فكيف نستطيع بناء منزل للمستقبل، بينما تُلاحقنا أشباح الماضي وتُهدّدنا مخاطر وتحديات الحاضر؟
في يوم السكان العالمي هذا، نُناشد العالم أن يتذكّر معاناة الشعب السوري، وأن يدعم جهود إعادة الإعمار والتنمية. كما نطالب بـوقف الحصار الاقتصادي الجائر والمفروض على سورية وعلى المواطنين السوريين. وندعو كل شخص في العالم أن يتذكّر أن الحرب لا يفوز بها أحد، وأن السلام والحب هما السبيل الوحيد لبناء مستقبل مشترك ومُزدهر للجميع.
فلنعمل معاً من أجل مستقبل أفضل لجميع الّذين عانوا من لهيب الأزمة والحرب، ولنُخلّص العالم من الدمار والألم، كي نُساهم في بناء مستقبل مُنير لسورية الحبيبة ولجميع الّذين يُحبّون الحياة ويسعون إلى السلام الشامل والمُستدام لكل سكان الأرض.