بين تحديّات الحياة ومقاومة الأسرة السورية

د. عبادة دعدوش:

يُحتفل باليوم الدولي للأُسرة في الخامس عشر من أيار من كل عام. إن لهذا اليوم أهمية خاصة باعتبار أن الأسرة هي الخليّة الأساسية في بناء المجتمعات، وتأثيرها كبيرٌ جداً على حياة الأفراد وتقدم الدول.

فالأسرة هي المأوى الذي نجد فيه الدعم والحب والأمان. وهي الأساس المؤسّس لأيِّ مجتمع.

ولكن في العديد من المجتمعات نجد أن الأسرة تفتقد هذه المعاني، لا سيما في سورية في ظلِّ الظروف الصعبة التي تمرُّ بها الأسر السورية. فمع تدهور الوضع المعيشي وتأثير الحرب واجهت الأسر السورية تحديّات كبيرة، فالآباء والأمهات يجدون أنفسهم مُضطرّين لتحمّل عبء العمل المزدوج لتأمين لقمة العيش وتحمّل باقي المسؤوليات بتفكير ثقيل جداً لعدم جدوى البحث، ممّا يُقلّل من الوقت الذي يقضونه مع أطفالهم ويؤثّر على التربية والتنشئة. أمّا الأطفال فتجدهم يعانون من نقص في الرعاية الصحية والتعليم، ممّا يُهدّد مستقبلهم ويؤثّر على نموهم النفسي والاجتماعي.

وعلى الرغم من هذه التحديّات، فإن الأُسر السورية تحاول جاهدة أن تبقى قوية ومتماسكة إلى حدٍّ ما، لأن وحدة الأسرة وتضامنها يساعدها على تجاوز الصعاب ومواجهة التحدّيات بشجاعة وإصرار. إذ يجتمع أفراد الأسرة معاً في مواجهة جلّ تلك الصعوبات، ويقدمون الدعم المتبادل اللازم لبناء مستقبل أفضل.

لكن الأسرة ليست مجرّد وحدة اجتماعية، بل هي الركيزة الأساسية للمجتمع ككل. فإذا كانت الأسر قوية، فإن المجتمع سيكون قوياً، وإذا كانت الأسر ضعيفة، فإن المجتمع سيعاني الضعف والانهيار. لذلك، يجب على الجميع أن يقدّم الدعم والمساعدة للأسرة السورية لتمكينها من تحمّل الأعباء وبناء مستقبل أفضل لأطفالها.

في النهاية، فإن اليوم الدولي للأُسرة يُذكّرنا بأن الأسرة هي الأساس الذي نبني عليه مستقبلنا، وأنه من واجبنا جميعاً دعم الأُسرة وحمايتها لضمان استقرار المجتمعات وتقدمها.

العدد 1140 - 22/01/2025