ضربات الحكومة بالجملة على رأس المواطن
السويداء -معين حمد العماطوري:
لعل مرض التطنيش لم يصب فقط المواطن المخدر، فمن شدة الوعود الخلبية التي تطلقها الحكومة بات لا يصدق نفسه هل هو مواطن سوري، أم مواطن من بلاد واق واق، أم أن التطنيش بات ثقافة العصر؟!
معادلة بسيطة يقف العقل أمامها حائراً، فقبل عشرين يوما احتفلت السويداء بقدوم معدات كهربائية ومحولات من شأنها تحسين الواقع الكهربائي بالمحافظة، طبعاً كان التطبيل والتزمير على أشدّه لأنه اعتبر منجزاً من منجزات الحكومة، وانهالت الوعود بتحسين الوضع ومؤخراً صرح السيدان رئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء بأن الواقع الكهربائي سوف يتحسن خلال أيام قليلة.
نحن كمواطنين اعتدنا أن وعود الحكومة خلّبية، وهم يطبقون المثل القائل: (الكذب ملح الرجال وعيب عللي بيصدّق).
بعد عشرين يوماً من وصول المحولات إلى السويداء، واقع الكهرباء ساء أكثر وأكثر والوعود تلاشت.. فما معنى ذلك؟
يا أخي جاوبونا.. اضحكوا علينا.. حدا يصرّح منكم بشي صادق ولو مرّة!
الأهم لم نكتفِ الحمد الله كمواطنين بقرارات الحكومة الجائرة برفع الأسعار كما يحلو لهم في الوقت الذي بات الراتب لا يكفي ليوم او يومين فقط.
بل يطالعنا مؤخرا المكتب التنفيذي الجديد بالمحافظة ليبرهن أن منجزاته باتت واضحة المعالم (وما حدا أحسن من حدا) حينما يصدر قراراً بزيادة سعر ربطة الخبز المزدوجة الى 600 ليرة سورية بذريعة النقل، فهل نقل ربطة الخبز الواحدة تكلّف 100 ليرة سورية؟!
والعائد لن يكون إلا على المواطن المعثر.
أيضاً صدر قرار بقروض الطاقة البديلة، ووضعوا تعقيدات إدارية بحيث لا يحصل عليها إلا كل طويل عمر!
حقيقة الأمر يطلب ما يلي:
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد
شعار فرضته الحكومة على المواطنين من خلال سياسة القهر والجوع والإذلال والفساد والكذب التي تنتهجها.
– المواطن فقد شرعية مواطنيته وبات يطمح أن يكون من حراس المزارع الخاصة للسادة المتحكمين بقوت الناس لأن كلابهم تعيش أفضل من عيشته.
– السفر والهجرة وضعوا لها حواجز وتعقيدات وتكاليف باهظة عدا مكاتب النصب والاحتيال التي فتحت بمعرفة أصحاب القرار.
– العصابات والخطف والسرقة، فكل من يملك منزلاً ويريد بيعه بغية السفر يتم خطفه لسرقة أمواله، وبالتالي يصبح لا منزل ولا شيء وعلى الحديدة، وسارقوه أمام عينيه دون أن يصل إلى قدم أحدهم القانون، فالذي يفترض أن يحاسب له حصته، وحارتنا ضيقة ونعرف بعضنا؟
السؤال إذا كانت الكهرباء قد أبرمت عقوداً بمئات الملايين فأين ذهبت باعتمادات تلك العقود ما دام لم ينفذ منها شيء؟ هل دخلت عالم الوهم؟
أم أوهمنا أن هناك عقوداً، والمحولات كانت لعب أطفال؟
أيضاً إذا كان فاتحة أعمال المكتب التنفيذي بالمحافظة المنتخب كما يدعون، علما ان معظمهم جاء بـ(الباراشوت) وباكورة عمله رفع سعر ربطة الخبز التي هي قوت الفقير فما عساهم فاعلين بمشاريع التنمية؟
هناك صرخة ألم من بطون خاوية من الجوع: كفى! كفى! لقد مللنا من قرارتكم الجافة الجائرة، وعصا معول الفلاح اقتربت أن تشهر.. ودمتم على الوعد يا كمون!