في (ثقافي) طرطوس عن (آخر التطورات).. الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد: استمرار مواجهة السوريين للاحتلال والعمل لطرد المحتلين يتطلب جهوداً حكومية مكثفة لتأمين مستلزمات هذه المواجهة وتخفيف الأعباء المعيشية عن كاهل الفئات الفقيرة
مزيداً من التضامن والتعاون بين جميع القوى المناضلة من أجل الحرية والاستقلال والسلام والعدالة الاجتماعية والتقدم في العالم
أقامت اللجنة المنطقية لمنظمة الحزب الشيوعي السوري الموحد بطرطوس، بتاريخ 12/5/2022، ندوة سياسية بعنوان (آخر التطورات السياسية والاقتصادية وموقف الحزب منها)، بحوار مفتوح مع الرفيق نجم الدين الخريط (الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد، وعضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية).

غصّت صالة المركز الثقافي العربي بطرطوس بالحضور، وكان في مقدمتهم الرفيق الدكتور محمد حبيب حسين (رئيس فرع الجبهة وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بطرطوس)، وعدد من قيادات وأعضاء أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية بطرطوس، وعدد من أعضاء المكتب السياسي، واللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد، ، ورئيس لجنة الرقابة وعدد من أعضاء المركزية، وأعضاء قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي، ورئيس مجلس المحافظة، ونائب المحافظ، وأمناء الشُّعب الحزبية، وأعضاء المكتب التنفيذي بالمحافظة، ومجلس مدينة طرطوس، وممثلين عن الجهات الرسمية والنقابية والأهلية بالمحافظة، وعدد من الشخصيات السياسية الفكرية والثقافية والفنية.

افتتح الندوة وأدار الحوار الرفيق محمود عفيف (عضو المكتب السياسي، أمين اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد بطرطوس) بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لشهداء الوطن، وبالنشيد العربي السوري. ثم تحدث عن أهمية عقد هذه الندوة السياسية في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي يمر بها وطننا سورية، وقال: (تعقد هذه الندوة بمناسبات غالية علينا جميعاً: عيد الجلاء وعيد العمال العالمي، وعيد الشهداء وذكرى تأسيس الجبهة الوطنية التقدمية)، وتحدث بإيجاز عن كل واحدة من هذه المناسبات، ورحب بالحضور ودعاهم للمشاركة الفعالة في الحوار، ثم أعطى الحديث للرفيق الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد، عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية نجم الدين الخريط.

أكد الرفيق الأمين العام في كلمته أن يكون هذا اللقاء لقاء تفاعلياً، حوارياً بعيداً عن لغة الخطابات والمحاضرات، لقاء بين رفاق وأصدقاء تجمعهم الهموم المشتركة ويربطهم رابط الانتماء للوطن.
ثم تحدث عن صمود الشعب السوري في مجابهة قوى الاستعمار والإرهاب، وعن دور الحزب الشيوعي السوري الموحد مع بقية الأحزاب والقوى الوطنية في حشد الصف الوطني للمقاومة.
الحركة الشيوعية العمالية مدعوة لأن تضاعف جهودها وكفاحها للمساهمة الجدية في بناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وأكثر توازناً
ثم تحدث عن المستجدات في الوضع الدولي، وأشار إلى أن العالم يعيش ظرفاً دولياً بالغ الخطورة نتيجة لعملية التحول الموضوعية الجارية نحو عالم متعدد الأقطاب، وأن ما يجري الآن هو محاولة للخلاص نهائياً من أحادية القطب الأمريكي، وأنه لا يمكن فصل صراع أوكرانيا عن الصراعات المستقبلية التي ستقرر المصير الاستراتيجي للعالم، وأنه لابد من لجم عدوانية الإمبريالية الأمريكية.
العمل بجميع الوسائل لإخراج جميع القوات (الإسرائيلية- الأمريكية- التركية) المحتلة لأراضينا
وأشار إلى ما يمكن أن ينعكس من هذه الأجواء العالمية على الوضع في سورية وقال: (نعتقد أن نجاح روسيا في الوصول إلى مسعاها بتحييد أوكرانيا، سيعطي زخماً لجهودها المبذولة في حل المسألة السورية). وأكد موقف الحزب ومطالبته ببذل جميع الجهود والعمل بكل الوسائل لإخراج قوات الاحتلال التركي والأمريكي، وضمان السيادة السورية ووحدة الأرض والشعب، وفي الوقت ذاته العمل الجاد والصادق لتأمين جميع مستلزمات الصمود والمواجهة.
الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً.. والعمل لتخفيف معاناة السوريين المعيشية وتأمين جميع مستلزمات الحياة الكريمة لأبناء الشعب السوري
وقال: (نؤكد هنا أهمية الربط المباشر بين استمرار مواجهة السوريين للاحتلال والعمل لطرد المحتلين، والجهود الحكومية بتأمين مستلزمات هذه المواجهة وخاصة تخفيف الأعباء المعيشية عن كاهل الفئات الفقيرة، والتي وصلت إلى درجة مخيفة تنذر بمخاطر قد يستغلها أعداء الشعب السوري بهدف زرع الفتن، وتهديد كيان الدولة السورية).
مكافحة الفساد ومعاقبة الفاسدين والعابثين بقوت الشعب وتجار الحروب
وبيّن الرفيق الأمين العام في كلمته ما هو المطلوب على المستوى الوطني في هذه الظروف، من العمل المتواصل للوصول إلى تسوية سياسية ومعالجة للأوضاع في منطقة شمال شرق سورية (الجزيرة السورية)، والعمل لتحقيق شعار (الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً)، والتصدي بحزم لأي عدوان إسرائيلي، ومكافحة الفساد، ومعاقبة الفاسدين والعابثين بقوت الشعب وتجار الحروب.
المطلوب من جميع فصائل حركة التحرر الوطني العربية مضاعفة جهودها وزيادة كفاحها وحشد كل الطاقات لرفع وتيرة المقاومة بكل الوسائل وبجميع أساليب النضال لتحرير الأرض ولجم العدوان ونيل الحقوق
كما بيّن أن المطلوب على المستوى العربي من جميع فصائل حركة التحرر الوطني العربية، مضاعفة جهودها وزيادة كفاحها للمساهمة الجدية في بناء نظام عالمي جديد، يتصدر أولوياته حق كل الدول والشعوب في الحرية والسلام، وقال: (نرى أننا أصبحنا اليوم بحاجة إلى مشروع جامع- مشروع الحد الأدنى- الذي ينبغي أن تتوحد فيه طاقات القوى الوطنية واليسارية حول مسألتين أساسيتين ومتلازمتين:
1- مسألة المقاومة لجميع المشاريع الأمريكية الصهيونية، وتحرير الأرض.
2- ومسألة النضال الدؤوب في سبيل قضايا الشعوب.
ثم تحدث عن الجبهة الوطنية التقدمية، وأكد موقف الحزب بالحفاظ عليها والعمل الجاد لتطويرها ودفعها إلى الأمام لتأخذ كامل دورها من خلال تفعيل وتنشيط فروعها وشُعبها وزيادة الإمكانات المتاحة لها.

وفي حديثه حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي للجماهير، ذكّر بمواقف الحزب تجاه هذه المسألة ودوره وعمله في سبيل إنهاض الاقتصاد وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين من خلال المذكرات التي قدمها إلى الجهات المعنية، ومن خلال عمل أعضاء الحزب في مؤسسات الدولة، وتحت قبة مجلس الشعب، ومجالس المحافظات وفروع الجبهة والنقابات. ثم أشار إلى أهمية مرسوم العفو الرئاسي الأخير، وقال: (لقد شكل مدخلاً هاماً وضرورياً في رأب الصدع الاجتماعي، وهو خطوة هامة تتطلب مزيداً من الخطوات المتناغمة مع جوهره، كإطلاق سراح معتقلي الرأي، والعمل على توحيد جهود جميع السوريين من أجل مقاومة العدوان وطرد المحتلين والحفاظ على وحدة بلادنا أرضاً وشعباً). ودعا إلى حوار وطني سوري شامل يضم جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والاثنية والفعاليات الاقتصادية والعلمية والثقافية.. لإخراج البلاد من أزمتها، ولإطلاق الطاقات السورية باتجاه مستقبل ديمقراطي علماني تقدمي يليق بطموحات الشعب السوري وتضحياته الكبيرة.
بعد ذلك قدّم عدد من الحضور أسئلة ومداخلات أغنت الندوة، منها مداخلة الرفيق محمد حسين (أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بطرطوس)، الذي أكد أن الأبواب جميعها مفتوحة أمام كل الحلول المتاحة لإنهاء الأزمة، مع الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة جميع الأراضي السورية، وأن الدولة السورية وعلى الصعيد الداخلي لم تترك جهداً إلا وبذلته من أجل الوصول لمصلحة البلاد، وتحقيق المصالحة الوطنية المطلوبة بين جميع أطياف المجتمع السوري.
كما طرح عدد من الحضور تساؤلات عن دور الحزب الشيوعي وأحزاب الجبهة وفعاليتها في المجتمع، فأجاب الرفيق الأمين العام على هذه التساؤلات، مشيراً إلى التضحيات التي قدمتها أحزاب الجبهة وإلى استشهاد عدد من كوادر هذه الأحزاب في الدفاع عن الوطن وأبناء الوطن.
