ما بين حبة القمح وربطة الخبز
يمر بلدنا السوري الحبيب في هذه المرحلة العصيبة بصعوبات شتى، ويعاني كل أنواع الإرهاب والقتل والتدمير..
لكن.. أكثر ما يحزنني في وضعنا الراهن أنه إضافة إلى كل ما نعانيه من إرهاب، أن الشعب السوري يتعرض لكل أنواع الاستغلال والأنانية، هذه الظاهرة التي ظهرت في الآونة الأخيرة وظهر المستغلون، من تجار ومستثمرين ومديرين، يستغلون، بشكل جلي وواضح، الأزمة وكل ما يحدث.
فأبسط مثال نقدمه لاستغلال الشعب هو أن ثمن ربطة الخبز الواحدة تجاوز (100ليرة سورية) في بعض الأحيان، أجرة (التكسي) لا تقل عن ذلك في أحسن الظروف.هذا عدا الغاز، والفراريج والبيض… إلخ.
وما على المواطن إلا الصبر والتحمل والرضوخ، لأنه ببساطة مجبر أن يقدم لقمة العيش لأهله وأولاده. وفي ظل هذا الوضع الذي لايُحتمَل نسأل أنفسنا: من المسؤول الفعلي عن كل هذه المعاناة؟ هل هو غياب الدولة؟ أنا أعتقد أن الدولة ليست غائبة، ولاحتى الجهات المختصة أو وزارة التموين. لكن الدولة منشغلة بتأمين الأمن والأمان لأبنائها.
ولكنني أود أن أوجه رسالة صغيرة لكل صاحب ضمير من الذين يستغلون شعبي برمته، غنياً أو فقيراً، بلا رحمة: أيها الإنسان! كيف تريد لبلدك أن يتطور ويتحرر وأنت لاتفكر إلا بذاتك وأناك؟ أدعوك أن تفكر بمصلحة إخوتك وشركائك في الأرض، بعيداً عن المال والتجارة والربح والخسارة. فتذكر قول القائل عن حبّة القمح:
(وكأنما الشق الذي في وسطها
لك قائل نصفي يخصّ أخاكَ)
وماذا ينفعك أيها الإنسان لو كسبت العالم كله وخسرت نفسك؟