كؤوس السلام

سُجل العار على أسمائهم قبل أن ننطق بها، يشربون نخب أشياء لم تكن لهم، ويقرعون كؤوس المحبة والاستسلام مع القوى الاستعمارية والصهيونية، ويزينون حياتهم، هكذا أصبح تاريخ مدُنهم، في البداية أشياء يتفق عليها في قاعات مظلمة وفي النهاية ترفع أياديهم على شاشات التلفاز،حتى أصبحنا نسير ونقول إذا ضاقت الأزمان على بلادنا نحن مواطنون فلا تنسوا حقوق الإنسان، ربما موت الشعوب أصبح وسيلةً لمصالح متبادلة بين القادة، حتى أصبحت بلادنا فريسة يصعب الاستيلاء عليها، سياسة صهيونية تعلمها الأطفال في المدارس، وأيقنها كل شخص يعلم ما يخبئه الوجه الآخر لهذه السياسة، ولكنها مازالت تظهر لدى البعض بوجهها الخفي لتصل إلى ماتريده وترفع عن أيديها وتكون الضحية وليمة يسهل افتراسها.

هكذا تعلمنا من ليلى والذئب، ولكن الذئب ما زال يظهر بوجهه الذي يحب السلام، فهل غيب هؤلاء القادة عن تلك السياسة ليوقع كل منهم على دمار بلادنا، من الدولة التي اشتهرت بالصهيونية ورعايتها لابنتها البارة؟ صمتت تصريحاتهم بعد أن أدرك الجميع أي حرب ستحصل، وبعد كثير من المظاهرات والاعتصامات التي خرجت في الدول العربية والأجنبية رداّ على تلك التهديدات التي ضحك لها الأطفال مستهزئين بتصريحاتهم التي لم تكن إلا عابرة فوق ذاكرة النسيان، ولكن مازال سؤال يخطر في عقل كل شخص يحب بلاده:

هل تَعلّم هؤلاء القادة بعد احتلال فلسطين والجولان والحرب على العراق وأفغانستان من تكون تلك الدولة الإمبريالية؟ وأي وجه تتصنعه في بداية كل حرب من أجل رعاية مصالح ابنتها البارة؟ أم أنهم سيستمرون في قرع كؤوس السلام إلى أن يأتي زمن لا يملكون به سوى عباءاتهم الفضفاضة؟ أم وصل بهم الزمان أن يقبل كل منهم يدها لتضعهم تحت جناح الأمومة خوفاً من أن يأتي أحد ويوقظ صحوتهم؟

العدد 1140 - 22/01/2025