الأمل

إنها الكلمة الأجمل التي تبعث في نفوسنا التفاؤل والبهجة بعدما دخل اليأس وخيم الحزن علينا من كل صوب، من كان يعلم أنه في يوم من الأيام سيترك أحد منا بيته الذي بناه كما تبني العصافير عشها، قشة وراء قشة، ويترك ذكريات عمره كلها فيه، ولأنه لم يحسب للزمان خرج من بيته ، من وطنه، وترك ماله وشقاء عمره فيه، ذهب هائماً على وجهه بحثاً عن مكان يلجأ إليه خوفاً ورعباً قيّدا عقله وسلبا تفكيره، إلى من يلتجئ؟ فالكثير من الأهل والناس يعانون المأزق نفسه، منهم من لم يجد إلا المساجد أو الكنائس ليسكن إليها ويطمئن، أو مراكز الإيواء التي فتحت خصيصاً من أجل الأزمة ، وتعرفت العائلات على بعضها وتحدثوا، وشعروا بالكارثة وحجمها، لكن بعد  فترة استفقنا من الكابوس المخيف وبدأت العائلات تبحث عن خطوات صحيحة يجب عليها اتباعها لتمشي على الطريق الصحيح، فمع اليأس يخرج الأمل والتفاؤل بالعودة، ومع الأمل سامحنا بعضنا عن تفاهات كدنا نخسر بعضنا لأجلها، ووجدنا أن كل شيء يهون من أجل الإنسان..

إنه الأمل الذي تتطلع إليه الأسر بالعودة إلى الوطن والبيت ولمّة الأهل والاستقلالية في البيت الذي هو وطن صغير لتنسى كل العذابات، وتعود أشلاء جسدنا ترمم نفسها من العاصفة المدمّرة التي تتحطم بوجود الأمل والمحبة، فليكبر أملنا بوطننا ومستقبلنا الأفضل.

العدد 1140 - 22/01/2025