اليوغا: جسد.. روح.. فكر
كثير منا يتساءل ما هو الرابط بين الروح والجسد والفكر. وكيف نغذي كلاً منهم؟
وهنا في هذه الزاوية سنبحث على مراحل في هذه الأفكار التي أصبحت عالمية ومنتشرة، لكن بعضها شابه ممارسات خاطئة، لذلك سنعمل على توضيح هذه المفاهيم وتعرفها وسنبدأ من اليوغا..
تمارس اليوغا منذ آلاف السنين قبل الميلاد، ويمارسها ملايين البشر حول العالم، ففي أمريكا مثلاً يمارس هذه الرياضة حوالي العشرين مليوناً، وفي كندا يمارسها نحو مليون ونصف المليون، ولم تكن سورية بعيدة عن كل ذلك فقد تبنى الاتحاد الرياضي العام رياضة اليوغا فأدخلها إلى سورية عام ،2003 وكانت سورية الدولة العربية الأولى في الوطن العربي التي تعتمدها، وافتتحت العديد من المراكز لها في كل من دمشق وحمص وطرطوس وحلب والسويداء، وقد أقيمت العديد من الدورات والمعسكرات في اللاذقية تحديداً، ويقدر عدد السوريين الممارسين لها بعشرة آلاف.
و أي شيء يدوم وينمو كل هذه المدة من الزمن لا بد أن يكون ذا فوائد عديدة لايمكن إنكارها، وبسبب هذه الفوائد الجسدية والنفسية المثبتة علمياً وعملياً قام الناس باختبار اليوغا على أنفسهم، ثم شاركوا بها الآخرين بكل فرح ومحبة من أجل صحة وسعادة الجميع.
ما هي اليوغا؟ وإلامَ تهدف؟ وهل يمكن للجميع ممارستها؟
اليوغا هي عبارة عن تقنيات فكرية أو عقلية يرافقها تمارين جسدية مع طريقة تنفس معينة تعتمد على تدفق الطاقة في الجسد، وهي تمتلك فاعلية عالية بإيقاظ العقل وتوازنه بحيث يحقق أعلى مستوى من الأداء، بأقل مجهود ممكن.
وضع الحكيم باتانجالي القواعد الثماني أو الأذرع الثمانية لليوغا، قبل 2300 سنة وهي:
– الجاما: وهي الامتناع عن كل ما يعيق الهدف الروحي، ولقد حددت هذه الامتناعات بخمسة وهي:
أهميسا: اللاعنف والمقصود هو اللاعنف بالأفعال والأفكار معاً.
أستيا: عدم السرقة أو أخذ ما يخص الاخرين سواء كانت سرقة لأشياء مادية أم معنوية كالملكية الفكرية.
ساتيا: الصدق وقول الكلام الذي فيه منفعة للاخرين.
براهماتشاريا: التعامل مع كل شيء على أنه مظهر من مظاهر الوعي الإلهي.
أبريغراها: عدم التعلق إلا بالحاجات الضرروية للمحافظة على استمرارية العيش والحياة.
– النياما: المراقبة وضبط الفكر والجسد، وقد حددت بخمسة وهي:
شوتشا: طهارة الجسد والفكر.
سانتوشا: معاملة جميع الناس والنظر إليهم بشكل متساوي.
تاباس: اغتنام الفرص من أجل التضحية لمساعدة الآخرين والمحتاجين.
سفاديايا: قراءة الكتب الروحية أو الكتب المقدسة.
إشفارابرانيدهارا: التسليم الكامل لله.
– الأسانا: وهي تمرينات جسدية ثابتة ومستقرة استمدها الحكيم شيفا من آلاف السنين من الحالات الجمودية في الطبيعة والحيوانات، مثل الجبل والكرسي والشجرة والكوبرا والتمساح والجمل والقطة، وقد تم تطوير هذه الوضعيات كمساعدة للصحة الجسدية والنفسية والعقلية.
ولتمارين الأسانا هذه عدة فوائد منها:
تمديد العضلات والمفاصل والأعصاب وتمطيطها وإرخاؤها.
تغذي وتقوي جميع أعضاء الجسم وحتى المهملة، وتلك التي يصعب الوصول إليها، وذلك عبر توجيه الدم واللمف والتركيز العقلي إلى تلك المنطقة من الجسد.
توازن إفراز الغدد الهرمونية (توازن الهرمونات في الغدد الصم) التي تتحكم بالحالة الجسدية والعقلية والنفسية.
تخلق حالة من الاتزان والهدوء العقلي من خلال تمارين التوازن والثبات.
تخلص الجسم من السموم وتجعل الفكر صافياً من خلال تقوية أجهزة الإطراح الداخلي.
(مدرب يوغا معتمد)