كفى متاجرة بالسوريات!
خلف رائحة العفن التي تحتويها بلاليع تلك الشقق، يكمن إذلالٌ للجنس اللطيف واستغلال حقير لأنثويته.. تغصّ المراحيض بالإجهاضات النتنة التي صنعتها الحيوانات البشرية دون أدنى شعور بالذنب، ويشترون لغريزتهم أجساداً مؤقتة على أنّ ما يفعلونه هو تجارة بالبضاعة البشرية الأنثوية دون مراعاة للتدمير النفسي الذي يفعلونه بهنّ! وجاءت الأزمة السورية لتجعل من الأنثى السورية فريسة شهيّة لكل جائع نذل، خاصة بعد النزوح والتهجير الذي حدث أن أودى بتلك الأجساد إلى الفخاخ التي مافتئت بالانقضاض عليها!.
أجرت وكالة (أسوشيتدبرس) تقريراً عن شبكة الاتجار بالبشر التي فُكّكت مؤخراً في لبنان، حيث كانت تُرغم 75 فتاةً سورية على ممارسة الدعارة وأحياناً مع 20 زبوناً يومياً، وذلك في فندقَيْ SILVER ¡CHEZ MAURICE.
ونشرت الوكالة صوراً للمرّة الأولى من داخل ذاك المكان الذي زاره طاقم (أسوشيتدبرس) في بيروت، ووصفوه بأنّه أشبه بسجن حالته مزرية، مطوّق بقضبان على الشرفات والنوافذ، إضافةً إلى وجود أسواط لجلد الفتيات على مكتب الحراسة عند مدخل المبنى المختوم بالشمع الأحمر، حيث الدعارة كانت إلزامية ولا تخرج الفتيات سوى من أجل الإجهاض.
وقال مسؤولون أمنيون لم يكشفوا عن هوياتهم للوكالة (إنّ العصابة كانت تجني مليون دولار شهريًا من الدعارة). ولم تستطع الوكالة إجراء مقابلات مع الضحايا، لخوفهنّ من بعض قادة الشبكة الذين لا يزالون طلقاء!
توازياً، صدر تقرير عن وزارة الخارجية الأمريكية، جاء فيه أنّ اللاجئين السوريين رجالاً ونساءً وأطفال عرضة للاتجار بهم جنسياً، لافتاً إلى أنّ الفتيات يُجلبنَ من سورية من أجل ممارسة الدعارة وأحيانًا من خلال ستارز واجمبكر.. وقالت الناشطة النسائية مايا العمّار من جمعية (كفى) إنّ بعض الفتيات أرغمن على ممارسة الجنس مع 20 زبوناً يومياً، لكنّهن الآن يخضعن لعلاجات نفسية ولا يحبذن الكلام عن التجّار بالمرّة.
شرحَ رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي جوزيف مسلّم كيف استطاعت بعض الفتيات الخروج من سجنهن ومساعدة سائق فان لهن وإخباره القوى الأمنية عنهن، فقد راقبت العناصر الأمنية بعد ذلك المبنيين، واعتقلت 8 حراس وحررت الفتيات. وذكرت الوكالة أنّ الفتيات جئن من سورية للحصول على عمل مناسب في المطاعم والفنادق، لكن عندما وصلن إلى لبنان أخذت هواتفهن وممتلكاتهن وأرغمن على ممارسة الدعارة بعد سجنهن داخل فندقين، حيث تعرضن للضرب والتعذيب وسوء المعاملة حتى استطاعت القوى الأمنية تحريرهن.
ما ورد أعلاه من معلومات ليس إلا دليلاً على خساسة أولئك الناس الذين يهتكون أعراض الناس بشكل عام والسوريين بشكل خاص!…بعدما كانت لبنان فلذة كبد سورية التي لا تتجزأ عنها، باتت الآن واحدة من مستغلي محنتها التي تمرّ فيها.
وبعدما كنّا ننتقد بيع الرقيق الذي كان مألوفاً في العصور السابقة، نستعيده اليوم عن طريق تجّار الأجساد وتحديداً السوريات الذي بات وكأنّ دمهنّ قد هُدِرَ في حضور رجل يملك مبلغاً من المال يبعثره على أجساد الضحيات فور الانتهاء من تشويهه للإنسانية!