اقتلني.. ولكن لا تتجاهلني!

 إن التجاهل لهو أشد وطأة على الصعيد النفسي من القتل، إن صح التعبير، فالقتل ألمه دقائق بينما التجاهل يدوم أثره. ولا شكّ عندي أن التجاهل الذي يُبديه بعض الأشخاص ناتج عن أسباب عديدة، سنضع بعضها تحت المجهر للوقوف على حل أو طريقة تُمكننا من التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص.

قد يكون تجاهل الآخرين نوعاً من أنواع لفت الانتباه إليهم، فالبعض يظنون أنّ التجاهل من طرق التعبير عن الحب، وجذب النظر. نقل الكلام، ومحاولة الإفساد، والأخبار الكاذبة، سبب من أسباب تجاهل الآخرين لنا، أو قد يكون مبنياً على مواقف معينة. التجاهل أحياناً يكون لتجنّب حدوث المشاكل، وتفاقمها، وتجنّب حدوث نقاشات حادّة تزيد الأمر سوءاً. يكون التجاهل معظم الأحيان ناتج عن شخصية عنيدة، تفتقد للمرونة، وتهرب من المواجهة. عند فشل محاولات التقرّب والتصالح، يلجأ البعض للتجاهل. وأحياناً يكون التجاهل نابعاً من مشاعر كراهية، أو عن غيرة، وقد تكون هذه الأسباب غير معروفة.

إن عدم الاكتراث أو التجاهل هو في المقام الأول رد فعل من شخصية تُعاني عدم الاتزان، إضافة إلى مشاكل اجتماعية أيضاً، ولعلّه أمر غاية في الصعوبة عندما يتجاهلك شخصٌ ما، فما بالك عندما يكون هذا الشخص ذو أهمية ومكانة عالية لدينا، فإن ذلك يحوّل حياتنا إلى جحيم حقاً، ويوّلد آثاراً نفسية كبيرة دون أن تدري ماذا تفعل، لكنك تصل في النهاية إلى قناعة مفادها.. بما إنني لم أرتكب خطأ ما، ولم يصدر مني أي أمر سيئ فلا يهمني ذلك العقاب، لا يهمني تجاهل الآخر ولا ردة فعله على أشياء ليست موجودة سوى في عقله، وسأقوم أنا الآن بالتجاهل .. ليس لذلك الشخص، بل للمشكلة بشكل عام، فالعقول الكبيرة تتجاهل المواقف لا الأشخاص، ولا بدّ لها من انتفاضة، فليتجاهلوا قدر ما يشاؤون، فعلى قدر التجاهل يزداد العزم والإصرار على النجاح، وتجاهلهم لنا ليس إلاّ صفعة في وجوههم لأنهم ظلمونا. إن الأمر ليطول ولا يسعنا الآن إلاّ أن نقدم بعض النصائح للتعامل مع من يقابلوننا بالتجاهل:

– الابتعاد عن تأنيب النفس كي تبدو واثقاً من نفسك، وغير آبهٍ لتجاهلهم.

-التعامل مع التجاهل ببرود، وعدم محاولة اللحاق بالشخص الذي يتجاهلك،

-تجنّب التواصل مع الشخص الذي يتجاهلك بأي شكلٍ من أشكال لغة الجسد، سواء كان النظر بالعين، أو الإشارات والإيماءات الجسدية.

– محاولة الحديث مع الآخرين عند اجتماعك مع شخص يتجاهلك بحضور جمع غفير من الناس، وتوجيه الكلام لهم وتجنبه بشكلٍ تام.

– محاولة فهم أسباب تجاهل الآخر لك إن كان هناك صديق مشترك بينك وبينه.

– عدم الالتفات إليه أبداً، وإن حاول قول بعض الكلمات والعبارات الجارحة أمامك وكان يعنيك بها، فلا تهتم، وتجنّب ردّ الكلام، أو الدفاع عن نفسك.

– تجنب التشاحن والشجار وتوجيه الكلام، والإهانات المُبَطنة، للشخص الذي يتجاهلك، وعند إلقاء التحية، يجب التصرف بذوق وإلقاء التحية بشكلٍ عـام.

العدد 1140 - 22/01/2025