أنثى… تحمل وزر كل الخطايا

يُعتبر الارتباط بشريك من أولى الأولويات في الحياة، فهو يأتي في المقدمة لأنه السبيل نحو الاستقرار الاجتماعي والاستقلال الحياتي، وفي الدرجة التالية من أجل النجاح في الحفاظ على العاطفة والأحاسيس، هذا بالنسبة للفتاة.

فهي أمام الارتباط في سبيل ما سبق ذكره لابدّ من أن تتحلى بمسؤولية قراراتها وتدرك مدى التزامها الأبدي بالمطلق، لكون مسألة الحب والارتباط قضية من أهم قضايا حياتها.

حتى وإن تفاوتت نسب التقدير لحالة (الحب والارتباط) بين الفتيات، تبقى الغالبية العظمى منهن تعتقد بذلك وتقدسه.

أما بالنسبة للشّاب، فيُعتبر الارتباط وسيلة إشباع بالدرجة الأولى، وخطوة نحو تأسيس مملكة خاصة يكون فيها هو الرأس، لأن الحب والارتباط في نظره جزء لا يتجزأ من مجموعة قضايا هامة، ربما يكون الحب أقلها أهمية أحياناً.

ففي الحالة الطبيعية يمرّ الشريكان بفترة الخطوبة التي تُعد فترة مهمة للتعارف والتأسيس لعلاقة زوجية ناجحة (نوعاً ما) إلاّ أنها قد لا تُستغل دوماً بالشكل الصحيح والسليم لنجاح العلاقة، ففي هذه الفترة يُظهر الشريكان أفضل ما عندهما، رغم أنه في الوقت عينه لا يجب إخفاء مساوئهما الشخصية مهما بلغت، لأنها ستظهر بعد الزواج وتشكل صدمة لدى الطرف الآخر.

ففي الحالة العامة السائدة حالياً والتي أصبح خلالها خروج المقبلين على الزواج معاً وتشاركهما في أدق التفاصيل أمراً متاحاً نسبياً، ذلك أن المجتمع تحرر من القيود أثناء فترة الخطوبة للتعارف والتقارب أو العكس، فإما أن تُحل المشاكل التي تعترضهما وينتقلان إلى عش الزوجية، أو يتضح أن لا سبيل لنجاح العلاقة مما يؤدي إلى الانفصال وفكّ الخطوبة، وهذا يُعدُّ أقل ضرراً إذا ما قورن بالطلاق وتبعاته بعد الزواج.

فهذه الأضرار وإن كانت عائدة على الطرفين (الشاب والفتاة) إلاّ أن للفتاة النصيب الأكبر منها، فالمجتمع لا يتزحزح قيد أنملة عن نظرته إلى الفتاة في حال حصول الطلاق، بل يكررها في حال الانفصال وفك الخطوبة، فهي على حد قوله (في عداد المطلقة).

غير أن الانعكاسات ذاتها تدين الفتاة دائماً وتحمّلها ذنب النقص الذي أدى إلى الانفصال، فتتركها في حالة شكّ وريبة بنظر الشاب الذي قد يختارها لاحقاً، إضافة إلى مجموعة تكهنات يطلقها المجتمع وهي إن كبرت وتشعبت قد تقف عائقاً في وجه إتمام أي علاقة أخرى فيما بعد، وبالتالي بقاء الفتاة رهينة نظرة وتُهم مجتمعية لا أساس لها ولا مبرر سوى أنها أنثى تُحمَّل وزر كل الخطايا.  

العدد 1140 - 22/01/2025