تكرار الخطوبة خسارة وليست مكسباً!

لعلّ فترة الخطوبة فسحة يتعارف خلالها الشاب والفتاة أحدهما على الآخر، وكذلك لتعارف الأهل وكل منهم على الشخص الذي سيصبح أحد أفراد العائلة مستقبلاً.

أيضاً هي إشهار لعلاقة تجمع عائلتين أمام المجتمع بما يسمى محبس خطبة, وبصورة خاصة الخطوبة التي تجري عن طريق الأهل, أي دون معرفة سابقة لكل من الشاب والفتاة, لذلك لابدّ من أن تكون فترة تعارف من خلال تكرار الزيارات والجلسات, فإذا اتفق كل من الشاب والفتاة وجمعت بينهما خصال مشتركة وأفكار منسجمة تكللت الخطوبة بالزواج, وإذا لم يتفقا ينفصلان.

 وهنا تتلقى الفتاة الحصة الأكبر من اللوم إضافة إلى العبارات الطنانة مثل(الشاب محترم جداً ومن عائلة محترمة وصاحب وظيفة ولديه بيت) وكأن الحياة الزوجية بيت ومال فقط وليست توافقاً وانسجاماً. كثير من الفتيات حين تنفصل عن خطيبها، يتقدم لها شاب آخر من بيئة محترمة لديه أيضاً عمل وبيت ومردود مادي جيد, والمصيبة الأكبر إذا لم يتفقا بنقاط مشتركة، وخاصة إذا كان الشاب الآخر من سيئي الظن وكثيري التساؤل، فلابدّ من أسئلته المستمرة: لماذا لم تتكلل خطوبتك الأولى بالزواج، فالجميع جزم أن الشاب كان محترماً؟ هل من المعقول أنكما لم تجلسا بمفردكما؟ هل انتهت علاقتكما هكذا؟

 طبعاً هذه الشكوك والظنون حتماً ستجعل الفتاة والشاب يصلان إلى قرار الانفصال, لتصبح الفتاة هنا مثار جدل وحديث العائلة والجيران والأسئلة في الجلسات الخاصة من قبيل: هل من المعقول أن كلا الشابين غلط وهي فقط الصح؟ هل من المعقول أنها لم تتفق معه أيضاً مثله مثل سابقه؟ حتماً العيب فيها وإلاّ لماذا ترفض المتقدمين لها وهم من أفضل العائلات؟

 إلاّ أن الكثير من الفتيات اللواتي يخشين كلام الناس, ووقوعهن بين ناري الأهل والمجتمع والعنوسة للأسف تستمر في الخطوبة لتكلل بالزواج الفاشل, وتنجب أطفالاً في جو مشحون بالقهر وسوء الظن.

لذا كوني سيدة قرارك, وخاصة في الخطوبة والزواج ولا تكترثي لكلام الناس، لأنك الوحيدة من يدفع الثمن, لذا كوني سيدة الموقف ولا تستسلمي وتضعفي أمام كلام الآخرين, كوني حرة في اختيار شريكك لأن الحياة الزوجية حب وتوافق أولاً.   

 

 

العدد 1140 - 22/01/2025