الخبز الموزع في الريف لايؤكل
رغيف الخبز ليس في أفضل حالاته، وهناك الكثير من الأسباب التي تدعو للتساؤل عن وضع هذا الرغيف المزري؟ وعن التجاهل الحكومي لإنتاج رغيف خبز يحقق المواصفات المطلوبة؟ وللأسف الشديد انتهجت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لأن الأفران تتبع لها، طريقاً مثيراً يتعلق بالتركيز على جودة الرغيف في مراكز المدن.
إن الرغيف المنتج في الأرياف لا يؤكل، ولايمكن القبول به، ومواصفاته لا تتصل بمواصفات الخبز المخصص للإنسان. هذا الواقع يدفعنا للتساؤل: هل ثمة رائحة فساد بدلاً من رائحة الخبز الشهية في الخبز الذي يوزع على الأرياف؟ مادامت مستلزمات إنتاج الرغيف هي ذاتها، من طحين وخميرة وآلات ويد عاملة.. إلخ، فلماذا هذا الفارق الكبير في المواصفات؟ أم أن هناك توجهاً حكومياً لخفض نسبة الاستخراج في طحين أفران مراكز المدن، وزيادته في طحين الأرياف لتعويض النقص؟
القضية ليست معقدة، ولا تتعلق بتصريحات حكومية تؤكد أن رغيف الخبز سيبقى على مائدة كل السوريين، بل إنها تتعلق بطرق التعاطي مع المادة الغذائية الأولى للناس، والتجاهل الحكومي لتحسينها، لشريحة تعد الخزان الحقيقي لتزويد البلاد بالغذاء.
من غير المعقول أن تبقى الحكومة تعامل مواطنيها وفق معيار (خيار وفقوس)، ومن غير الطبيعي أن تركز اهتمامها على شريحة أو طبقة أو نطاق جغرافي معين، وتتجاهل الآخرين الذين يتشاركون بحق المواطنة، وحق الحصول على الخدمات الأساسية. هذه الطرق كانت من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تفجر الوضع في البلاد، فماذا تنتظر الحكومة، من طرق تعاملها تلك؟ تحتاج القضية إلى إجراءات بسيطة، ومتابعة حثيثة، فلقمة الناس يجب أن تكون في أيد أمينة.