تعقيب على رد موجهة الرياضيات في مديرية التربية بطرطوس!
اسمحوا لي بداية أن أجزم بأن شخصنة أي قضية أو مسألة هي من الأخطاء الشائعة التي يقع بها البعض ممن أوكلوا مهام ومسؤوليات في الدولة، وكأنهم يعدّون أنفسهم (ملائكة) لا يحق لأحد أن يشير إلى سقطاتهم وعثراتهم، سواء أكانت بقصد أو دون قصد بغية تلافيها أو الامتناع عن تكرارها. وبما أن الصحافة هي السلطة الرابعة مهما كان لونها أو انتماؤها، فإنها تشير إلى مكامن الخطأ بغية تصويبه وإصلاحه وليست منبراً للتشهير أو التجريح أو طرفاً في خلاف! لا أعلم كيف يكون التشهير عندما نحمل قضية محقّة لنناقش بها مدير مدرسة، والموجّه، وآراء عدد من الطلبة، ورأي أحد مدرسي المادة، سواء أكان صديقاً لي أم لا (علماً أن المدرس المذكور في رد موجهة الرياضيات في تربية طرطوس روعة المعلم ليس صديقاً شخصياً لي، مع أنني أسعى إلى ذلك). ما أفهمه من العمل الميداني هو المتابعة اليومية لواقع معيّن. أما أن تعلم الموجهة المذكورة أن الطلاب في مدرسة حيلاتا بقوا لأكثر من أسبوع دون مدرّس لمادة الرياضيات فهذا يذكرنا بالعمل الميداني لجامعة العربان بعد كل عدوان، إذ تجتمع بعد أن يكون (اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب). وشيء آخر أود الحديث عنه هو: هل يمكن اعتبار كل من التقيت بهم من الطلاب وذويهم ومدير وموجّه مدرسة حيلاتا ومدرّس رياضيات محرضين لي؟! (والله هذا هو المضحك المبكي). ثم سأسأل المعنية بهذا الرد: لماذا لم تجب مدير التربية عندما سألها إن كان المدرس الجديد قد التحق أم لا بدلاً من ذهابها إلى مكتبها للاتصال بمدير المدرسة، ثم العودة لإعطاء الجواب (فعلاً عمل ميداني بحت!). وإذا كانت تتحدث عن التشهير والكلام اللاتربوي، فكيف تسمح لنفسها بأن تصف مدرّساً بالمستهتر، وبأنه غير متعاون، وبشهادة زملائه، في حين تشهد علامات طلابه وآراء زملائه بأنه عكس ذلك تماماً. وأعتقد أن كلامها هذا يوقعها تحت المساءلة القانونية! وإذا كان المدرّس المذكور في ردها مستهتراً فلماذا لم توجه له عقوبة رادعة. علماً أن العديد ممّن يعرفونه عن قُرب يعرفون عداءه للدروس الخصوصية، وقيامه أكثر من مرة بإعطاء دروس مجانية لتقوية الطلاب أثناء العطل الأسبوعية داخل المدرسة، على عكس المدرّس المنقول الذي شهدت بكفاءته والذي كان يقوم بإعطاء دروس تقوية أيام العطل في مدرسة حيلاتا ولكن بأجرها؟!
من يسمع كلامها عن الدورة التدريبية يظن للوهلة الأولى أن تلك الدورة أخرجت الزير من البير. وأنا أعلم أن ربع المدرسين حضروا فقط، وحضر أغلبهم للتسلية. وأعتقد أنه لا يحق لها وحدها تقييم المدرسين، لأنها ليست الوحيدة المشرفة على الدورة. أما عن توزيع الساعات فسوف أسألها عمّن له الحق بتدريس طلاب البكالوريا، هل من عُيّن في العام ،1993 أم الذي عُيّن عام 2004؟! علماً أنني سألت الكثير من مدرسي الرياضيات، وكان جوابهم بعكس رأي موجهة الرياضيات في تربية طرطوس!
وفي حديثها عن قيام المدرّس، الذي زعمت زوراً أنه صديق شخصي لي، بتصوير المقالة افتخاراً بما أنجز، فأسألها عن السبب الذي دعاها أيضاً للقيام بتصوير ردّها وتوزيعه على المدرسين؟ وعن المسافة بين قرية المدرّس المنقول ومدرسة حيلاتا فهي بحدود 20 كم، لا 5 كم كما زعمت في ردّها، علماً أنه يحتاج إلى واسطتي نقل ذهاباً وإياباً. فهل هذا خدمة للمصلحة العامة للمدرّس وللطلاب؟! وفيما يتعلق بالشفقة أود أن أذكّر الموجهة بأن كلامها مسجّل لديّ بالكامل، وخاصة فيما يتعلق بحديثها عن المدرّس المنقول من حيلاتا. إذ قالت حرفياً (الأستاذ غيفار شاطر ومتمكّن وله عدة سنوات في حيلاتا، حرام، لازم ينتقل). فهل أفهم من كلامها هذا سوى الشفقة والرأفة؟!
سأكتفي بهذا رأفة بالقرّاء، على أمل اللقاء معهم في ريبورتاجات لاحقة.. ووخزات لاحقة أيضاً!