محاولة تعريف بكتاب «هكذا تكلمت المعتزلة عقلاً»
كتاب (هكذا تكلمت المعتزلة عقلاً) الصادر حديثاً عن دار الفارابي في بيروت، للباحث السعودي إسحاق الشيخ يعقوب، الذي سبق أن صدر له أكثر من عشرة كتب
يقول المؤلف:(قبل أن يحل الفكر المعتزلي تاريخياً بيننا، كانت السلطة المطلقة للنقل، وكان العقل يعيش على هامش كل ما هو منقول، ويعود الفضل تاريخياً كما يؤكد المؤلف للمعتزلة الذين أطلقوا العقل الإسلامي من قمقم النقل، وفتحوا أبواب نصوص الدين والدنيا على مصاريعها، فكان أن تحررت نصوص العقول من سلطة نصوص المنقول، وأخذت ثوابته تتفكك شيئاً، فشيئاً أمام حراك المعقول).
ويواصل المؤلف بالقول: (وحتى يومنا هذا لايزال الفكر الثقافي بين المثقفين يأخذ مداه ويحتل مساحة واسعة في حياتنا المادية والفكرية.. بين اللاهوت والناسوت في الدول الإسلامية قاطبة).
وقد أهدى كتابه هذا إلى (العشرة الأوائل المبشرين بالعدالة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية)، وقد ذكر أسماؤهم. وتحت فقرة (شيء من العرفان الجميل) شكر كل من أمدّه بالمراجع وسانده في تأليف هذا الكتاب، وبشكل خاص المفكر اللبناني الأستاذ حبيب صادق.
موضوعات الكتاب بدأت بمدخل: ما العقل؟ ثم تعريف بالمعتزلة، التأويل المعتزلي، العقل والنقل لدى المعتزلة، الثابت والمتحرك عند المعتزلة، رحمة العقل ولعنة النقل، في الخلق والتخلق عند المعتزلة، المقدس والجن عند المعتزلة، العقل الأصل والفكر الأصل والفكر قبل ورود السمع!
الكلمة عند المعتزلة، المعتزلة وأسماء الله الحسنى، ما أعذب المعتزلة شعراً، المرأة عند المعتزلة، الجاحظ والشيطان، الشيئة عند المعتزلة، في اجتهاد النقل واجتهاد العقل، شريعة العقل لا شريعة النقل، التقية عند المعتزلة، في معنى علم الكلام ومبناه، وكان الفكر محارباً منذ أن كان فكراً، إلى أن يقول: الروح نقيض العقل).
وفي القسم الأخير من كتابه هذا تناول إسحاق الشيخ يعقوب عدداً من المفكرين المهتمين بهذا الموضوع وهم: طه حسين، زكي نجيب محمود، جابر بن حيان، الرازي، معروف الرصافي، الشيخ الأكبر، ابن عربي، زيد بن علي، الحلاج، السهروردي، عمر الخيام، ابن رشد، ابن سينا.
وللقارئ العزيز الذي لم يسبق له التعرف على المؤلف، أفيده بأنه من مواليد 1927 ونرجو له طيب العمر، عندما كان شاباً كان عاملاً في شركة النفط، أرامكو، شارك في نضالات العمال والحركة الوطنية، في مطلع الخمسينيات زار البصرة وتعرف على أصدقاء عاد منهم بمطبوعات تدعو إلى وطن حر وشعب سعيد نقلها لرفاقه في السعودية. كان نصيبه من توجهه هذا السجن والهجرة إلى البحرين وسورية ولبنان، ثم العودة والاستقرار في الوطن.
هذا التعريف الموجز بالكتاب أرجو أن يجلب انتباه المختصين من الباحثين الجادين، مثل الباحث القدير رشيد خيون ليعرضه بالمستوى الذي يستحقه.