بيان من الحزب الشيوعي السوري الموحد.. 1 أيار رمز للكفاح المرير من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية

يطلّ علينا عيد الأول من أيار، هذا العام، وكفاحُ الطبقة العاملة، في العالم كلّه، في تصاعد مستمر رغم شراسة الإمبريالية التي تتخذ تدريجياً طابع التعسف الدموي ضد الشعوب، وخاصة شعوب البلدان النامية، بهدف الاستمرار في نهب ثرواتها والتحكم بمصير العالم كله.

وقد استهدفت الإمبرياليةُ بلادنا سورية، منذ عدة أعوام، لتدميرها، ظانّةً أنها ستكون لقمة سائغة يسهل ابتلاعها والتخلص من سياستها الوطنية.

إن فشل العدوان الإمبريالي الغربي الخليجي والتركي، في غزو سورية، هو أكبر دليل على أن الزمن قد تغير، ولم يعد النظام الرأسمالي هو الخيار الوحيد أمام الشعوب، وفشل في أن يتحول إلى منارةٍ تهتدي بها الشعوب، للإفلات من دائرة التخلف، ولتحقيق الحرية والتقدم الاجتماعي.

وهذا ما يدلّ، أيضاً، على أن نضال الطبقة العاملة وسائر الكادحين في العالم لم يذهب عبثاً، وبقيت الاشتراكية حلماً يراود سائر الشغيلة في العالم ما دام الظلم يخيم على حياتهم.

إن الطبقة العاملة السورية تناضل منذ أكثر من نصف قرن لتحقيق الأهداف الوطنية والاجتماعية، في آن واحد، فقد وقفت صفاً واحداَ ضد الإرهاب والإرهابيين، ودافعت عن المعامل والمنشآت والبنى التحتية للدولة، وقدمت الشهداء والجرحى في كل مكان من أرجاء سورية، كما قدّرت الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرّت بالبلاد بسبب العدوان عليها، وتحمّلت شظف العيش إدراكاً منها أنه لا طعم للحياة من دون وطن مستقل، وبقي قسم كبير من المعامل يعمل وينتج، بالرغم من أعمال التخريب التي طالتها.

إن الطبقة العاملة السورية لم تطلب جزاءً ولا شكوراً لقاء مواقفها المبدئية الوطنية والطبقية هذه، فهي تدرك حق الإدراك عمق الترابط بين المصلحة الوطنية ومصلحتها الاجتماعية والمعاشية، ولكن العمال يتساءلون: لماذا يزدادون فقراً وضيقاً، بينما تزداد بعض الفئات -على قلّتها-  غنًى وثروةً، وهم لا ينتجون ولا يتقنون سوى فن اقتناص الربح؟ وهي تدرك أيضاً أن ذلك على حساب الاقتصاد الوطني أو العاملين بأجر خاصة في الدولة. لقد آن الأوان للجم الاقتصاد الطفيلي.

إننا ندرك أيضاً مدى معاناة التنظيم النقابي بسبب عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بإيجاد حلول لمطالب العمال، وهم يتساءلون إلى متى يستمرون في المعاناة؟ الأمر الذي يتطلب تشديد النضال الطبقي في إطار وحدة التنظيم النقابي، عسى أن يسهم ذلك في دفع الحكومة إلى إجراء مراجعة جادة لسياستها الاقتصادية والاجتماعية، باتجاه التجاوب مع مطالب العمال العادلة.

إن الأول من أيار الذي يحتفل فيه عمال العالم، ومنهم عمال سورية، كان ومازال وسيبقى رمزاً يشير إلى وحدة الطبقة العاملة واستمرار نضالها لتحقيق أهدافها.

عاش الأول من أيار!

دمشق 1/5/2018

الحزب الشيوعي السوري الموحد      

العدد 1140 - 22/01/2025