فلتوَجّه بنادق أبناء سورية الأوفياء صوب الإرهابيين

المعارك التي اندلعت مؤخّراً في مدينة الحسكة أثارت القلق والاستغراب لدى المواطنين السوريين الذين بنوا آمالاً جساماً على وحدة المكونات السياسية والاجتماعية والإثنية، في المواجهة التي تخوضها سورية ضد الغزو الإرهابي المدعوم من تحالف دولي تقوده الإمبريالية الأمريكية.

المواطنون السوريون لم يقتنعوا بالأسباب التي أدت إلى نشوب هذه المعارك بين فريقين يواجهان داعش والنصرة وحلفاءهما، ويسعيان إلى إنجاح المساعي الدولية لحل الأزمة السورية عن طريق الحوار، ويعملان على عودة الانسجام إلى العلاقة بين جميع مكونات المجتمع السوري على أسس ديمقراطية.. علمانية.. مدنية، معادية للإمبريالية والصهيونية، وعلى قاعدة وحدة التراب السوري، والقضاء على مخطط تقسيم سورية واصطناع كيانات هزيلة ليس لها أساس واقعي.

صحيح أن بعض التصريحات المتطرفة تسيء إلى الجهد الوطني المعادي للإرهاب، وتستفزّ المشاعر الوطنية، لكن المطلوب اليوم، وفي كل يوم، هو محاصرة تداعيات هذه المسألة، واللجوء إلى الحوار الهادئ والمسؤول، فالذي يدفع الثمن هو شعبنا الصابر الذي يواجه مجازر الإرهاب والتهجير والقتل، ولا ينقصه اقتتال الإخوة في معركة المصير ضد الإرهاب.

ندرك جيداً أن أطرافاً مرتبطة بمخططات خارجية تقوم بتأجيج الأوضاع، لا في الحسكة فقط، بل في جميع المدن السورية، بعد أن تقدّم الجيش السوري في حصار الإرهابيين وحرر عدداً من المناطق الاستراتيجية في حلب وغيرها، وبعد أن حررت (قوات سورية الديمقراطية) منبج من قبضة الدواعش، لكن ثقتنا بوطنية جيشنا ومكوناتنا الاجتماعية والإثنية، وبإخلاصها، تدعونا إلى الأمل في نبذ المتطرفين الذين يسعون إلى تفتيت سورية عن طريق زرع الفرقة بين مكوناتها المختلفة.

فلتتوقف الأعمال القتالية في مدينة الحسكة، وليلجأ الجميع إلى ترجيح الحكمة، وضرورات التوافق في مواجهة داعش والنصرة وحلفائهما وداعميهما الذين سيصفقون لأي مواجهة بين الأطراف التي تواجه مخططاتهم.

العدد 1140 - 22/01/2025