الذكرى الثانية والتسعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوري كنا وسنبقى مدافعين عن استقلال سورية ووحدة أراضيها وكرامة شعبها

 يحتفل الشيوعيون السوريون في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول من كل عام بذكرى عزيزة على قلوبهم، هي ذكرى تأسيس حزبهم الشيوعي السوري.

الاحتفالات بالمناسبات الحزبية هي وقفة تأمّل وتحليل، وتواصل مع تاريخ الحزب، وتذاكر وتذكير بدوره في الماضي والحاضر، وتأثيره في حياة البلاد، وإحياء لأرواح شهدائه الذين قدموا أرواحهم قرباناً على مذبح الحرية، ومن أجل انتصار قضية الحزب الوطنية والطبقية والإنسانية وتحفيز باتجاه المستقبل المنشود.

للحزب الشيوعي السوري تاريخ مشرف، حافل بالبطولات الفردية والجماعية، فهو أول حزب في سورية نقل أفكار الاشتراكية العلمية، وساهم في توطين أفكار الماركسية اللينينية واعتبرها هادياً ومرشداً له في تحليله السياسي، وفي مواقفه ورؤيته للعالم وللصراعات فيه.

مزج الحزب على مدى تاريخه المديد في برامجه وسياسته ومواقفه بين الجوانب الوطنية والطبقية والإنسانية، مزجاً خلاقاً، وكان يغلّب أحدها وفق الشروط التاريخية والظروف الموضوعية التي يشهدها العالم ويعرض لها الوطن.

لم يؤخذ على الحزب خلال عمره المديد تخاذلٌ أو مهادنة في مواجهة الظلم الاجتماعي والاضطهاد بكل أشكاله، وكان دائماً نصير القضايا العادلة، يصون ويدافع عن مصالح العمال والفلاحين ويدعو إلى التحالف الوطيد فيما بينهم، كما ساهم في التحالفات الوطنية، وناضل ضد الإقطاع، ومن أجل الاستقلال الناجز للبلاد، وخاض إلى جانب القوى الوطنية والقومية معركة الجلاء التي أسفرت عن استقلال سورية عام 1946.

ومازال الحزب رغم التغييرات العالمية يدعو إلى التعاون بين الأحزاب الوطنية والتقدمية، ويدعو إلى تطوير عمل الجبهة الوطنية التقدمية التي أثبتت المعارك بكل أشكالها أنه لا يمكن تحقيق الانتصار فيها إلا بالاعتماد على الوحدة الوطنية.

وفي خضم الحرب الطاحنة في سورية، أدركت قيادة الحزب طبيعة المعركة وحلّلت بصوابية أسبابها الداخلية والخارجية، ووقف الحزب بكل ما يملك من ثقل فكري وسياسي داعياً إلى وحدة الشيوعيين السوريين وإلى تعاون حقيقي وفعال مع سائر القوى الوطنية التي تبذل جهودها وتسعى لإفشال المخطط الإرهابي التكفيري، وإنقاذ سورية من التقسيم والتجزئة وتطهيرها من فلول الإرهابيين برابرة العصر، كما أكدت أهمية التعددية وحق الاختلاف والشراكة الفعالة في اتخاذ القرارات المصيرية للخروج من المحنة السورية.

ومازال الحزب يمارس دوره الوطني التقدمي، داعياً إلى وقف نزيف الدم، وإلى حل سياسي يحافظ على وحدة الوطن ويمتن النسيج الاجتماعي ويصون المؤسسات ويعمل على استكمال مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية العادلة، التي تضمن حقوق المواطنين السوريين وتصون حرياتهم وتحترم خياراتهم الفكرية، ويشعرون في ظلها بأنهم أسياد في وطن حرّ سيّد.

العدد 1136 - 18/12/2024