حقيبة الإسعافات الأولية.. ضرورة قصوى
لا يختلف اثنان على أن الحرب تُخضع الناس لظروف قاسية وتفرض عليهم أوضاعاً صعبة ليس من السهل التعامل والتأقلم معها. وفي سورية لا يختلف الوضع، فلم ينجُ أحد من مفرزات الحرب وبات على الجميع أن يحارب في سبيل الحصول على الأمن والغذاء والعناية الصحية اللازمة، أصبحنا بحاجة إلى إعادة تسليط الضوء على أهمية الرعاية الصحية وإعادة توعية الناس لضرورة وجود حقيبة إسعافات أولية في كل منزل ومحل ومؤسسة، فنحن معرضون في كل لحظة للوقوع في موقف يحتاج إلى اتخاذ إجراءات طبية سريعة وفورية تمنع معها تفاقم سوء الإصابة؛ فالبلاد أصبحت في جو ملوث بالأمراض وشظايا قذائف تهبط في كل مكان تصيب عشوائياً موطنين أبرياء فضلاً عن بعض الأدوية التي اختلفت تأثيراتها الجانبية مع اختلاف جودة مكوناتها وسببت عدة حالات من التسمم الدوائي أو الكيميائي في حال تجرع طفل صغير مواد تنظيف، إلى جانب الاوضاع المعيشية السيئة التي حتمت على شريحة كبيرة من العائلات التعامل مع موقد غير آمن أصاب لهيب اشتعاله الخاطئ أيادي ووجوهاً بحروق من درجات مختلفة، سيكون وضعها أفضل في حال خضعت لإسعافات أولية.
إن التوعية لأهمية الصيدلية المنزلية أو علبة الإسعافات الأولية باتت حاجة ملحة تقي من تفاقم الإصابة ريثما تنقل إلى أقرب مستشفى أو مستوصف صحي للتعامل مع الحالة الطبية بالشكل الصحيح، لهذا ينصح أن تضم حقيبة الإسعافات الأولية على بعض الأدوات الطبية، إضافة إلى بعض الأدوية التي تعالج الأمراض الشائعة مثل الشاش الطبي الذي يُستخدم لربط مكان الإصابة بعد تطهيره، والقطن الطبي لتطهير مكان الإصابة، وهو يتوفر في الصيدليات بالشكل الكروّي لتأمين السهولة والسرعة في استخدامه أو مناديل مبللة بالكحول تُستعمل لتطهير الجروح وتعقيمها قبل تغطيتها بالأشرطة اللاصقة التي تعمل على تثبيت الشاش والقطن، إضافة إلى دبابيس مشبكة لإحكام ربط الشاش .كما يجب أن تحتوي الحقيبة على لاصق طبي (بلاستر) لحالات الجروح، فضلاً عن الرباط الضاغط لحالات الانثناء في الأيدي والأرجل، والترمومتر الطبي لقياس درجة حرارة الجسم، ومقصّ حادّ وقفازات طبية. إلى جانب الأدوية والمسكنات مثل مسكّن للصداع، ونزلات البرد والكحة، وخافض حرارة ومضاد للإسهال والإمساك، ومضاد للحموضة، ومحفز القيء يستخدم في حالات التسمم الغذائي، ومرهم مضاد حيوي، وزجاجة مطهّر.
كما ينصح عند اقتناء علبة الإسعافات الأولية أن توضع في مكان يسهل الوصول إليه، مع مراعاة إبعادها عن متناول الأطفال، وأن تكون في مكان معتدل الحرارة بعيداً عن أشعة الشمس، ويجب التأكد بشكل دوري من صلاحيّة الأدوية والمسكّنات، وتدريب أفراد الأسرة على الإسعافات الأولية.
قد يظن البعض أن وجود هذه الحقيبة حالة من الترف في ظل الأزمة المعيشية الخانقة التي تجعل الناس تحذف مواد الإسعافات الأولية من قائمة اهتماماتها، لغلاء بعض مستلزماتها أو عدم الرغبة بإنفاق جزء من أموالهم على مواد قد تنتهي مدة صلاحيتها من دون استخدامها، ولكن ما الذي سيكون أكبر: حجم الندم من عدم وجودها عند حاجتها، أم ثمنها عند اقتنائها!؟