الأسد وبوتين وقمة سوتشي الثلاثية يبحثون المرحلة السياسية ومعارضة الرياض مازالت واهمة
كانت زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو يوم الاثنين 20/11/2017 نقطة البدء في تسريع الجهود الاستثنائية الدولية لحل الأزمة السورية عبر الطرق السياسية، فقد تزامنت مع وضع الجيش السوري نقطة النهاية لوجود داعش على الأرض السورية، كما جاءت بعد محادثات بوتين وترامب في قمة (أبيك) وما تضمنه البيان المشترك الصادر عن لقائهما حول الالتزام لسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وطابعها غير الطائفي.
وبغض النظر عن سيل التحليلات والتقارير الإعلامية حول هذه الزيارة، فإن انطلاق الجهود لبحث ما بعد القضاء على الإرهاب في سورية، أو ما اصطلح على تسميته بالمرحلة السياسية، والذي عقد في إطاره لقاء قمة سوتشي الثلاثي (بوتين- روحاني- أردوغان) يؤكد صواية النهج السوري الرسمي الذي أعاد الأسد تأكيده في موسكو، ويتلخص في تأييد الجهود السلمية على قاعدة معاداة الإرهاب، والحفاظ على سيادة سورية واستقلالها، ووحدتها أرضاً وشعباً، ومنع تقسيمها.
ولعل الحوار السوري- السوري الذي يجري العمل على عقده في سوتشي، سيكون فاتحة مرحلة جديدة من المساعي السلمية، وبخاصة إذا ما بذلت جهود حثيثة كي تتمثل فيه جميع مكونات الشعب السوري السياسية والاجتماعية والاثنية، وبضمنها المعارضة السياسية الحريصة على وحدة سورية وسيادتها.
فقمة سوتشي الثلاثية لم تخرج عن السياق الذي حددته منذ ضمانها للقاءات (أستانا) التي ساهمت بشكل فاعل في تخفيض التوتر واستمرار التهدئة، وبذل الجهود لوقف القتال وبدء الحوار المباشر بين المعارضين المسلحين والحكومة السورية، فقد أكدت ضرورة البدء بالمرحلة السياسية بعد القضاء شبه النهائي على الإرهاب في سورية، على القواعد التي تضمن نجاح العملية السلمية، وفي مقدمتها الحفاظ على سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً.
وفي الوقت الذي تلقى فيه المواقف الرسمية السلمية التأييد في الداخل السوري، وبين أوساط جميع المهتمين بإنهاء الأزمة السورية في المجتمع الدولي، مايزال (البعض) وبخاصة معارضو (الرياض) يعيشون في أوهامهم، ويضعون الشروط المسبقة.. التعجيزية، لمساهمتهم في الحوار السوري وفي لقاءات جنيف القادمة، أي بكلمة أخرى، يجاهدون لعرقلة أي جهد سلمي لحل الأزمة السورية، وهم يعلمون جيداً أن ميزان الوضع الميداني لم يُبقِ لهم من سند، بعد القضاء شبه التام على الإرهاب في الأرض السورية، وبذلك انضم هؤلاء، سواء شاؤوا أم أبوا، إلى الجهات المعادية لأي حل سلمي، وفي طليعة هؤلاء الكيان الصهيوني.. وصقور الحرب في الولايات المتحدة.. والمنتفعون من استمرار الأزمة في الداخل السوري.
المواطنون السوريون.. المتفائلون بنهاية أزمتهم التي أرهقتهم، خاصة بعد الإنجازات الكبيرة لجيشهم الوطني، يدركون جيداً أن حوراهم.. ووحدة كلمتهم.. وتوافقهم على الثوابت الوطنية العليا المتمثلة بسيادة بلادهم ووحدتها، ومستقبلها الديمقراطي.. العلماني، هو العامل الحاسم في إنهاء سريع لسنوات الجمر.. وعودة سورية النور لتضيء العالم بأسره.