في رمضان نتمنّى ألا تصوم الحكومة

نعم.. نتمنّى ألّا تصوم الحكومة وأدواتها المالية والرقابية والرادعة، فهناك من يصوم عن الطعام والشراب، لكنه يتابع استباحة المواطنين السوريين، ويزيد من معاناتهم، ويحوّل الأسواق إلى (غول) يرعب من يدخلها من الفئات الفقيرة والمتوسطة.

في هذا الشهر الفضيل وفي وقت اعتاد فيه المواطنون السوريون تهيئة (المونة) لشتائهم القادم، لجأ تجار الأزمة، ومقتنصو الفرص، ودواعش الداخل إلى رفع أسعار جميع المواد الغذائية رغم التصريحات الحكومية عن تفعيل الرقابة على الأسواق، وافتتاح العديد من مراكز التسوق الحكومية، وأصبح حصول المواطن على ما يسد رمق عائلته أمراً في غاية الصعوبة.

لا تصوموا أيها السادة في الحكومة عن ملاحقة أثرياء الحرب والمحتكرين والسماسرة.

لا تصوموا عن ملاحقة المتهربين من دفع الضرائب، استخدِموا جميع أدواتكم التسويقية للوقوف بوجه بعض (بارونات) الأسواق المتربعين على كراسي الاستيراد، والتمويل والتجارة، الذين وجدوا في الأزمة وغزو الإرهاب فرصة لإذلال الفئات الشعبية التي تعد بجميع المقاييس الداعم الرئيسي لصمود بلادنا، ودعم قواتنا المسلحة في مواجهة الإرهاب.

لا تصوموا أيها السادة في الحكومة، كي يستطيع المواطن السوري الصيام والإفطار، مرفوع الرأس وموفور الكرامة.

العدد 1136 - 18/12/2024