قذائف أردوغان لم تفرق بين عربي وكردي

بدأ أردوغان بشنّ عدوانه الجديد على الأرض السورية.. وعلى السيادة السورية، وانهالت القذائف الجوية والأرضية على عفرين، لتحصد أرواح المواطنين السوريين من عرب وأكراد.

العدوان التركي الجديد لم يفاجئ أحداً، فمن يسترجع دور تركيا أردوغان في التخطيط والتنفيذ الأشرس غزو إرهاب عرفته البشرية ضد بلد مستقل، لن يستغرب لجوء أردوغان إلى شن هذا العدوان بعد أن أدى صمود الشعب السوري وجيشه الوطني إلى دحر هذا الغزو، وإفشال المشروع الذي شاركت فيه الولايات المتحدة.. وأوربا وحكام النفط الخليجي، لاستحداث شرق أوسط (مريح) مساير لأطماع الإمبريالية والصهيونية.

العدوان التركي على عفرين بدأ بقصف (تمهيدي) أمريكي، إذ أعلنت الإدارة الأمريكية عن تشكيلها لجيش (سوري) جديد قوامه 30 ألف مقاتل من بقايا الدواعش والمنظمات الإرهابية الأخرى، بهدف نشره على الحدود العراقية التركية وشرقي الفرات، في محاولة لتحويل قواعدها المؤقتة في سورية إلى قواعد دائمة، وفرض التقسيم كأمر واقع في أي مسعى لحل الأزمة السورية.

إن التناقض الذي يبدو للبعض بين السياسات الأمريكية والتركية تجاه المسألة السورية، موجود في خيال هؤلاء.. فقط، فالتحالف الدولي المعادي لسورية وشعبها، والذي تقوده الولايات المتحدة، يعمد اليوم إلى توزيع الأدوار و(توظيف) الشركاء بهدف إنقاذ المشروع الأمريكي- الصهيوني، بعد هزيمة (الدولة الإسلامية) في العراق وسورية، والتورط السعودي- الخليجي في اليمن.

العدوان التركي.. كالتصعيد الأمريكي جاءا في الوقت الذي تُبذل فيه جهود سلمية لحل الأزمة السورية، فالحكومة السورية وافقت على حضور (فيينا) بدلاً من (جنيف)، رغم فقدان عوامل النجاح لهذا اللقاء بسبب شروط معارضي (الرياض) المسبقة.. كذلك ستنطلق في نهاية الشهر الجاري أعمال لقاء (سوتشي) للحوار السوري السوري. كما يؤشر هذا العدوان إلى نوايا الأمريكيين وشركائهم تصعيد الوضع في سورية كلما لاحت آفاق جديدة لحل أزمة سورية والسوريين.

مغامرة أردوغان في عفرين لن تكون نزهة.. وشعبنا السوري عرباً وأكراداً سيجعل الثمن الذي سيدفعه أردوغان بعد عدوانه غالياً جداً.

يداً بيد.. لدحر العدوان التركي على عفرين!

العدد 1140 - 22/01/2025