وقفة احتجاجية ومهرجان خطابي
في إطار الفعاليات التي تقام استنكاراً للقرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الكيان الصهيوني ونقل السفارة الأميركية اليها، نظم الحزب الشيوعي السوري الموحد، بالتعاون مع بعض الأحزاب والقوى السورية والفلسطينية عدة نشاطات.
استهلها بوقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة يوم الأربعاء الواقع في 20/12/2017، شارك فيها ممثلو أحزاب وفصائل سورية وفلسطينية وشبابية، وقد أكد المشاركون رفضهم التام للقرار الأميركي وأكدوا أن المقاومة هي الخيار لاستعادة الحقوق المغتصبة، وقد ألقى الرفيق حنين نمر الامين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد مضمون الرسالة التي تم توجيهها إلى مستشار الأمم المتحدة في سورية، والتي تضمنت الاستنكار والغضب من القرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها، وأن هذا الإجراء يعد عدواناً جديداً على مقدسات العرب وحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، وهو يتنافى مع القرارات الدولية التي قضت بعدم المساس بالقدس أو تغيير طابعها، وأن هذا القرار يستدعي تحركاً عاجلاً من الهيئات الدولية لإرغام الحكومة الأمركيية على سحب قرارها وعلى احترام الشرعية الدولية، والتأكيد على وجوب التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقهر والاضطهاد على يد الكيان الصهيوني الغاصب.
تلا الوقفة الاحتجاجية مهرجان خطابي في ساحة عرنوس بدمشق، يوم السبت 23/12/2017، وقد حضر المهرجان ممثلو قوى وأحزاب ومنظمات شعبية سورية وفلسطينية، وأُلقيت في المهرجان كلمات ألقاها ممثلو الأحزاب، كما تضمن فقرات شعرية ألقاها الشاعران بسام ورور ومادلين إسبر، كما تضمن مجموعة من الأغاني الوطنية الفلسطينية والسورية والهتافات والتحيات لصمود فلسطين وسورية.
أوضح عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في كلمته أهمية القدس التاريخية والدينية، وأنها تتعرض لهجمات شرسة ويجري اقتلاع أهلها وتشريدهم، كما اكد أن قرار ترامب بأن القدس عاصمة اسرائيل يعني إسقاط الحق الفلسطيني في كل فلسطين وليس فقط في القدس وحدها، وهو يهدد وجود الشعب الفلسطيني ويعد اعتداء على الأمة العربية جمعاء، وأكد أن هذا القرار يوضح عبث الرهان على عملية التسوية، وهو انتهاك واضح لقرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأن هذا القرار يستوجب مواجهة كاملة في الميدان، ويتطلب منا دعم وتعزيز صمود شعبنا في فلسطين ضد هذا القرار الهادف لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد الأمين العام لحزب التضامن العربي الديمقراطي ماهر كرم ضرورة شحذ الهمم والتخلص من كل أسباب التفرقة بين العرب وتوحيد الجهود لمواجهة كل المخططات الاستعمارية في المنطقة، وأن القدس وفلسطين عربية وستبقى عربية، وستعود كاملة من البحر إلى النهر، كما طالب الامم المتحدة بإيجاد آليات لوقف العدوان الأمريكي.
ووجه الرفيق فهد سليمان (نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) نداء من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تجمع في بوتقة واحدة جميع القوى والفصائل الفلسطينية، على قاعدة وقاسم مشترك يتمثل بتحقيق وإنجاز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، والتأكيد أن خيار المقاومة بكل أشكالها هو الحل، مع هذا العدو الغاشم، واكد على ضرورة فك الارتباط بأوسلو، كما أكد أهمية التضامن العربي من خلال المسيرات والاحتجاجات الرافضة للقرارات الامريكية والإسرائيلية.
وأكد الرفيق حنين نمر (الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد) أن هذا المهرجان يقام دفاعاً عن القدس، لإيصال الرسائل بأن القدس وفلسطين حية في كل الشوارع العربية، رغم بعض الحكام العرب الذين لا يمتون للعروبة بصلة، فهم قد عقدوا صفقات جديدة لبيع القدس مقابل حماية عروشهم المهزوزة.
واكد أن هذا القرار أسقط كل الرهانات على دور أمريكا في عملية السلام، وفضح الصورة الحقيقية لهذه الدولة الامبريالية، كما أكد وقوف سورية ضد المخطط الاستعماري الذي يهدف لإسقاط الدولة السورية الوطنية ونهجها التحرري، هذه الدولة التي احتضنت الشعب الفلسطيني وقضيته منذ البداية، وستبقى أمينة على هذا النهج واعتبر أن انتصار سورية هو انتصار لفلسطين وللقدس.
وفي النهاية قدم الرفيق مصطفى الهرش (عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني) بياناً ختامياً، وأكد البيان رفض المجتمعين التام لقرار ترامب، وأكد مواصلة النضال لبناء الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين المهجرين قسراً من أرضهم.
كما أكد البيان أن التحركات المناهضة للكيان الصهيوني وأمريكا، والتي شملت العديد من دول العالم، استطاعت أن تحول غضبها إلى قوة مؤثرة أدت إلى إصدار الجمعية العمومية قراراً يدين إعلان ترامب المشؤوم، وهذا أثبت أن العالم بدأ يتحرر من الهيمنة الإمبريالية. كما أكد البيان ضرورة تظافر الجهود الفلسطينية ورص الصفوف لمواجهة
.الاحتلال بالشكل الأمثل
سعادة ممثل هيئة الأمم المتحدة في دمشق
نحن_ المعتصمين هنا أمام مقركم الدائم في دمشق، من ممثلي القوى الوطنية والفلسطينية في سورية_ نبلغكم غضبنا واستنكارنا للقرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبار مدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل مقر السفارة الأمريكية إليها.
إن هذا الإجراء يعدّ عدواناً جديداً على مقدسات العرب وعلى حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه المحتل، وهو لا يتفق مع القرارات الدولية التي قضت بعدم المساس بموضوع القدس أو تغيير طابعها، وعلى الأخص القرار رقم 2253 الصادر عام 1967 عن الجمعية العامة، وقرار مجلس الأمن الدولي بتاريخ 25/9/1971، والقرار رقم (50/22) الصادر عن الجمعية العامة بتاريخ 4/12/1995.
الأمر الذي يفترض تحركاً عاجلاً مع الهيئات الدولية لإرغام الحكومة الأمريكية على سحب قرارها وعلى احترام الشرعية الدولية.
كما نستنكر بشدة استعمال الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، للحيلولة دون إصدار قرار من المجلس يدعو إلى إلغاء قرار الرئيس الأمريكي.
ويهمنا- نحن المعتصمين- أن نبدي قلقنا البالغ من تمادي الولايات المتحدة في الاستهتار بالقوانين والشرعية الدولية، مما يعرّض السلام العالمي للخطر ويجعل الحياة على هذا الكوكب حياة مليئة بالخطر والقلق.
ونرجو من سعادتكم إبداء تعاطفكم مع الشعب الفلسطيني الذي يكفيه ما ناله حتى الآن من أهوال وقهر واضطهاد على يد إسرائيل، وأن تنقلوا هذه الرسالة إلى الهيئات الدولية المعنية.
مع جزيل الشكر!
دمشق 20/12/2017
الأحزاب والقوى الوطنية السورية والفلسطينية