دمشق ستغدو آمنة.. والسوريون متمسكون بوحدة الوطن
الجـيش يحرّر الغوطة من سـيطرة الإرهـابـيين
بخروج المسلحين من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما، يضيف الجيش السوري البطل مأثرة جديدة إلى مآثره في مواجهة الإرهابيين، ويحرر الغوطة الشرقية من سيطرتهم، بعد سنوات وصفها الخارجون عبر الممرات الآمنة بأنها سنوات الرعب والقهر واستغلال السكان، واستخدامهم دروعاً بشرية.
تحرير الغوطة هو الإنجاز الأهم بعد تحرير حلب، وهو إضافة إلى أهميته الاستراتيجية المفصلية في المواجهة الشاملة مع الإرهابيين، يعدّ العامل الرئيسي في عودة الأمن والاستقرار إلى دمشق.. العاصمة التي أهدر الإرهابيون دماء أبنائها، بقذائفهم وصواريخهم طيلة سنوات الجمر، ويفتح الآفاق أمام عودة الحياة إلى منطقة تعدّ رئة دمشق الطبيعية، ومركزاً رئيسياً للنشاط الاقتصادي والحرفي، إذ تمركزت فيها عشرات ألوف الصناعات والمشاغل الصناعية والورش الحرفية التي شكّلت، على مدى تاريخها، شرياناً هاماً من شرايين الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
تحرير الغوطة جاء بعد(ديماغوجيا) إعلامية قادتها الولايات المتحدة وأوربا الغربية، وتهديدات بالعدوان العسكري بذريعة استخدام الكيماوي، في الوقت الذي كان العالم بأسره يراقب خروج السكان عبر ممرّات آمنة وفّرها الجيش السوري وسط قذائف الإرهابيين لمنعهم من الخروج، وتأكّد الرأي العام في العالم بأسره من أن الذرائع التي يتمسك بها التحالف الدولي المعادي لسورية لشن عدوان عليها ليست إلا تصعيداً عسكرياً وسياسياً يهدف إلى عرقلة أي جهد سلمي لحل الأزمة السورية.
التهديد بالعدوان ليس التصعيد الوحيد، إذ جاء اجتياح الجيش الأردوغاني لمدينة عفرين الآمنة ليضع المسألة السورية أمام مفترقات تتجاوز الأمن الوطني السوري، وتضع الأمن الإقليمي بأسره في موقع الخطر، فأردوغان الذي أصابه اليأس من تحقيق مشروعه للسيطرة على المنطقة العربية عبر (غزو الإرهاب) وسيطرة الإسلام السياسي ممثّلاً بالإخوان المسلمين، بعد صمود الشعب السوري وجيشه الوطني، لجأ إلى محاولة تنفيذ هذا المشروع، بالعدوان المباشر على الأرض السورية تحت ذريعة الحفاظ على الأمن في بلاده، وذلك للتغطية على مشاريع التوسع التركي التي أصبحت تناقش علناً في أوساط الحكومة التركية، فتركيا اليوم- يقولون- عليها (دفش) حدودها في جميع الاتجاهات، فهي تستحق_ حسب تصورهم المريض_ مساحة أكبر كإمبراطورية عظمى!
المواطنون في عفرين تعرضوا لنيران قذائف الطيران والمدفعية، فسالت دماؤهم، وهُدمت بيوتهم، وجرى تدمير المرافق الحيوية، وأُجبروا على النزوح إلى المناطق الآمنة، تاركين كل شيء، هرباً من بطش الجيش التركي ومرتزقته.
الأمريكيون وأردوغان متفاهمون على مخطط التقسيم، هذا ما أسفر عنه التفاهم بينهما، بعد زيارة تيلرسون (المُقال) لاسطنبول، لكن الشعب السوري وجيشه الوطني الباسل لن يتنازلوا عن شبر واحد من الأرض السورية، فوحدة سورية أرضاً وشعباً هي القاعدة الصلبة لأي مسعى جدي لحل الأزمة السورية عبد الطرق السلمية. إن مقاومة العدوان التركي مهمة وطنية من الدرجة الأولى، ولتحقيقها يجب استخدام جميع الوسائل السياسية والعسكرية، فأرض سورية ليست مشاعاً لأوهام (العظَمة) عند السلطان (أردوغان).
الأمريكيون يعملون اليوم على أكثر من صعيد، فالماكينة (الترامبية)، بعد إزاحة بعض معتدليها، وبالتعاون والمشاركة مع حكام النفط الخليجيين، يستعدون لتنفيذ صفقة (القرن) ووضعها خياراً وحيداً أمام الفلسطينيين والعرب، يساعدهم على إتمام هذه الصفقة حالةُ التردي غير المسبوقة للعلاقات العربية – العربية، والتجاهل المقصود لأخطار هذه الصفقة من قبل (جامعة) الدول العربية، وانسياق بعض القادة الفلسطينيين إلى الفخ الأمريكي الصهيوني، إلى سلام بمعنى الذل والتنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير.
المواطنون السوريون فرحون اليوم بتحرير غوطة دمشق من سيطرة الإرهابيين، لكنهم لن يهدؤوا ولن يكلّوا إلى أن تتحرر أرضهم من سيطرة الإرهابيين، ومن احتلال القوات التركية الغازية، وخروج جميع القوات الأجنبية من سورية، وسيبقون صامدين خلف جيشهم الوطني لتحقيق هذا الهدف ولبناء غد بلادهم الديمقراطي، العلماني، التقدمي، الذي يضم جميع مكوناتهم السياسية والاجتماعية والإثنية.