الواقع السوري بين أمس واليوم

د. عبادة دعدوش:

لعلَّ ما عاشه الشعب السوري وما يعيشه اليوم كفيلٌ بأن يجعل السنوات تمضي وتمضي مع كثير من الأمنيات والأحلام التي بات أعظمها يتمحور حول العيش بكرامة وأمان.

ما مرّ خلال سنوات الأزمة السورية لم يخلق، رغم الألم وتردي الوضع الصحي والمعيشي، سوى الكثير من الأمنيات، التي كانت تُكتب كل عام بقلم سوري نازف وتُخبأ تحت الوسادة لتشرق ذات يوم ويتحقّق بعضها.

ولعلَّ ما يصعب توقعه أو بالأحرى ما يصعب كتمانه هو تأرجح الوضع المعيشي والمهني بين الاستقرار والتردّي، فلم تكن هكذا الآمال والأحلام..

مازال هناك الكثير من العوائق التي تقف في طريق الأمان النفسي والمادي للسوريين، فأن ينام المرء على حال ويستيقظ على حال أسوأ كل يوم، فهذا ما يصعب تقبّله، ويصعب حلّه أيضاً.

لقد شهدنا ونشهد ارتفاع الأسعار كل يوم، وبات الشعب السوري ولا يزال ينتظر وينتظر الوعود بالتحسين.

نحن نعلم أن ّ ما نعيشه الآن ليس أمنية كتبناها بالأمس، ولسنا من اختار الأسى،  فهناك مَن يريد العيش كما عاش في الأمس، وهناك من تعلّم ليعمل ومن كافح لينال الاستقرار، فهل يُعقل أن تصبح شهادات الجامعة مُعلّقة على جدران في الظلام، وأن يتردّى الواقع المهني يوماً بعد يوم؟ وهل يُعقل أن يصبح تأمين مستلزمات المنزل والأسرة من المستحيلات؟!

هناك الكثير من الحلول التي تعيد الأمل للشعب السوري بالبقاء، أولها:

تعزيز الواقع الإقتصادي بتأمين فرص عمل جديدة.

رفع الرواتب والأجور بما يتناسب مع الغلاء.

الاعتناء بطلاب الجامعات والاهتمام بتدريبهم.

الاستغناء عن الاختصاصات الجامعية التي تقارب الاندثار لأن العمل بمجالاتها يكاد ينعدم، وتوجيه الاهتمام إلى اختصاصات أخرى.  أكثر إلحاحاً في المرحلة الراهنة.

عودة الاهتمام بالجمعيات وفكرة التطوع المفيد الذي يخدم الفرد والمجتمع.

فلا شيء مستحيل إذا ما كانت الإرادة موجودة وحقيقية، ولا شيء سيستمر دون تعاون الجميع لخلق انتعاش جديد للواقع السوري بعيداً عن الإجرام والفقر وتوقع الأسوأ.

العدد 1105 - 01/5/2024