التعلّق أخطر أمراض العصر

د.عبادة دعدوش:

كثيرة هي الحالات التي نسمع عن عواقبها فقط لأن جذرها كان (التعلّق).

حسناً، ما هو التعلّق؟

التعلّق هو أن تُصبح محبّتك للشيء أو للشخص مائلة للإدمان على وجوده، عندما يتحول اهتمامك للمبالغة، وإلى درجة أن تقرن بقاءك ونجاحك وسعادتك بأشخاص.

الاهتمام والحب في حياة الإنسان ضرورة لتزدهر لحظاته ويعيش النجاح على كل الأصعدة، فهو مجبول بالحب. لكن، عندما يتوقف تقدمه على طلب المحبة والاهتمام، أو يصبح شغله الشاغل وجود شخص مُعيّن بحياته ورأي هذا الشخص، لدرجة أن يجعله ظلّه، فهنا الكارثة لأنه يكون قد بدأ بتدمير ذاته.

التعلّق مضيعة للنفس وللوقت ولكيان خلقه الله لعبادته فقط.

وقد يتطور التعلّق ليُصبح مرَضيّاً، إذ تبدأ هنا دوامة الأمراض والعقد النفسية والنتائج السلبية بالظهور.

للتعلّق عدّة أسباب أهمّها:

*عدم الثقة بالله والنفس.

*عدم تقبّل الذات وتقبّل الوحدة لتهذيب النفس.

*تربية الأهل السلبية أو التسلّطية.

*الانخراط المؤذي بالمجتمع.

*الاشخاص العاطفيين، وهم أكثر الأشخاص تعرّضاً للتعلّق كونهم لا يضعوا حدوداً لعاطفتهم.

النتائج السلبية للتعلّق:

*ربط كل المشاعر والأحداث بالشخص أو الشيء المُتعلَّق به.

*صرف طاقة هائلة فقط لتلقي قبول ومحبة من الطرف الآخر.

*التعرّض للخذلان والحزن والألم النفسي والجسدي في حال ابتعاد الطرف الآخر.

*التوقف عن المضي قدما ًفي طريق النجاح والتخطيط للمستقبل، فكل الاهتمام انصب على رضا الآخرين.

*التكاسل في تكوين علاقات جديدة.

*كثرة الضجر والملل والشعور بالإحباط عند مقابلة كل ما هو جديد.

*نفور الأشخاص وابتعادهم، لأن فائض العطاء كنقصه يولّد عدم التقدير والخذلان المتكرر.

فكلما تعلّقت بشيء، ابتعد عنك، ولا يقتصر التعلّق على الأشخاص بل حتى الأهداف.

أنت فقط عليك الاجتهاد والسعي وتقديم كل ما لديك، وعدم انتظار المقابل، لتكون في مأمن وضمن دائرة العلاقات السليمة. ثق بما تقدم واترك لله حسن التدبير.

العدد 1105 - 01/5/2024