العنف في مختلف تجلياته

د.عبادة دعدوش:

إنّ أهم ما يتطرّق إلى مسامعنا أو ما نراه بشكل كبير هو ظاهرة العنف التي سلبت وتسلب قسماً كبيراً من الأفراد حقوقهم وحريتهم.

فما هو العنف؟

العنف بمفهومه الدقيق هو تطبيق قوة بدنية على هدف مُعيّن والتسبّب في ضرر ما، وقد يكون هذا الضرر جسدياً أو نفسياً أو كليهما.

فالعنف عمل سلبي بطبيعته، وسلوك شائع نسبياً بين البشر وهو يحدث في جميع أنحاء العالم، وقد يكون الشخص العنيف في أي مرحلة عمرية على الرغم من أنّ فئتي المراهقين الكبار والشباب هم الأكثر عرضة للانخراط في ظاهرة العنف.

أهم الاسباب التي تؤدي للعنف:

تشير الدراسات إلى أن 48 بالمئة من الأفراد قد شاهدوا أحداث عنف على مدار حياتهم بواقع 38 بالمئة من الإناث، و 60 بالمئة من الذكور، وأن تعاطي الكحول والمخدرات من أكبر مُسبّبات العنف المجتمعي التي تصل إلى 96 بالمئة، تليها البطالة بنسبة 93 بالمئة، والظروف الاقتصادية بنسبة 92 بالمئة، وغياب الرادع الديني بنسبة 84 بالمئة.

ما هي أنواع العنف؟

للعنف أنواع مختلفة تتمثّل فيما يلي:

العنف الجسدي

العنف الأسري

العنف النفسي

العنف الجماعي

قد يعتقد البعض أنّ العنف الأسري يقتصر على الاعتداء الجسدي الذي ينتج عنه إصابات مرئية واضحة، ولكن يعتبر هذا نوعاً واحداً من أشكال العنف المنزلي، ذلك أن تدمير الشخصية على المدى الطويل باتباع السلوكيات العنيفة تجاه الفرد يُعدُّ أمراً لا يمكن التقليل من أهميته، وعندما يكون العنف ضمن الأسرة التي تُعدُّ البناء الأول للفرد، فحكماً سنكون أمام نتائج كارثية على مستقبل الأفراد ضمن البيئة والمجتمع والأسرة.

فالسيطرة على سلوك الشخص والتحكم فيه، وتمييز الذكور عن الإناث، والإساءة اللفظية باستخدام التهديد وعزل الفرد اجتماعياً، كلها أشكال متعددة لهذا العنف.

أما العنف الجماعي فهو يتمثّل في العنف السياسي والاقتصادي والاجتماعي. لذلك اعتُمِد يوم 2 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام يوماً عالمياً للاعنف أو لمناهضة العنف.

واللاعنف هو المبدأ الذي يرفض استخدام العنف لتحقيق تغيير اجتماعي أو سياسي، وهذا شكل من أشكال الكفاح الاجتماعي، وهو المرادف لمذهب السلام، والسلاح الذي اعتمده غاندي في أقواله الشهيرة حين قال: الفقر هو أسوأ أشكال العنف، واللاعنف هو سلاح الأقوياء.

قد لا نكون أبداً أقوياء بما يكفي لنكون غير عنيفين تماماً في الفكر والكلام والفعل، لكن يجب أن نبقي اللاعنف هدفنا وأن نُحرز تقدماً قوياً نحوه.

العدد 1105 - 01/5/2024